الفائدة الأولى خصصت هذه الفائدة لبيان مصادر المستدرك، وهي أقصر فائدة في فوائد هذه الخاتمة، إذ لم يذكر المصنف فيها سوى مقدمة يسيرة تعرب عن جهده في صياغة ما أنشأه من معارف مهمة ذات صلة بالحديث الشريف ومن ثم تعداد الكتب التي اعتمدها في تسجيل ما استدركه على الشيخ الحر من الأحاديث.
ولقد كان الابتداء بها في هذه الخاتمة موفقا من حيث الترتيب الفني لهذه الفوائد وتسلسلها على خلاف ما هو عليه في ترتيب فوائد خاتمة الوسائل إذ ابتدأت بنقل مشيخة الصدوق في كتاب من لا يحضره الفقيه.
وعلى أية حال، فإن تنظيم فوائد خاتمة المستدرك ابتداء بمصادره وانتهاء بترجمة مؤلفه قد أضفى على هذه الخاتمة نوعا من الجمال، لانسجام العرض مع الترتيب.
ولما كان الشيخ الحر العاملي - قدس سره - قد أشار إلى كتب أهملها حين تدوين (الوسائل) لذا قد يكون (المستدرك) موحيا بالاعتماد على هذه الكتب ونظائرها.
ومن هنا يظهر اهتمام المصنف بهذه الفائدة وتقديمها على ما سواها، لأنها الأساس الذي شيد عليه صرح المستدرك.
وما كان الشيخ النوري مغامرا ليختار أرضا رخوة يقيم عليها مثل هذا البناء، لينهار قبل تمامه، كما سنوضحه في هذه السطور، فنقول:
صرح الشيخ الحر العاملي - قدس سره - في الفائدة الرابعة من