هذين الرجلين وقبح مخالفة هؤلاء المخبرين حيث أخبرو هما بما فيه مضرة عظيمة من غير اختبار وإيقان بأنهما من أهله.
قوله (وقال: ما أمرتهم بهذا) أي بهذا الإخبار وهذا حق لأنه لم يأمرهم بالإخبار عنه ذلك مع إفادته في عرف التخاطب بأنه لم يقل ذلك وإن لم يقصده وإنما لم يقل ما أخبرتهم بهذا أي بأني إمام مفترض الطاعة تحرزا عن الكذب.
قوله (في مقبضة) مقبض السيف والقوس بفتح الميم وكسر الباء: حيث يقبض بها بجميع الكف.
قوله (وما أثر في موضع مضربه) المضرب والمضربة ويكسر راؤهما: حد السيف وهو نحو شبر من طرفه.
قوله (ولأمته) اللأمة مهموزة: الدرع، وقيل: السلاح ولأمة الحرب: أداته، وقد يترك الهمز تخفيفا.
قوله (ومغفره) قال المطرزي: المغفر: ما يلبس تحت البيضة والبيضة أيضا و أصل الغفر: الستر وقال الأصمعي: المغفر: زرد ينسج من الدروع على قدر الرأس يلبس تحت القلنسوة.
قوله (المغلبة) هي على صيغة المفعول من التغليب ما يحكم له بالغلبة، وقيل: على وزن مكحلة اسم آلة من الغلبة، وأما القول بأنها اسم فاعل من أغلب فالظاهر أنه تصحيف.
قوله (الطست) أصله الطس أبدل أحدى السينين تاء وحكي بالشين المعجمة.
قوله (نشابة) النشاب: السهام لأنها تنشب في الشيء أي تدخل فيه وتعلق عليه، والواحدة نشابة بضم النون وشد الشين فيها، وفي المغرب: النبل: السهام العربية اسم مفرد اللفظ مجموع المعنى والجمع نبال والنشاب السهام التركية والواحدة نشابة، ورجل نابل وناشب ذو نبال ونشاب.
قوله (وإن عندي لمثل الذي جاءت به الملائكة) وهو التابوت الذي حكى عنه جل شأنه بقوله (وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين) قال الجوهري: التابوت: أصله تأبوة مثل ترقوة وهو فعلوة، فلما سكنت الواو انقلبت هاء التأنيث تاء، وقال القاضي: هو فعلوت من التوب يعني الرجوع فإنه لا يزال يرجع إليه ما يخرج منه، وليس بفاعول لقلته وهو صندوق التوراة وكان من خشب الشمشاد مموها بالذهب نحوا من ثلاثة أذرع في ذراعين. وكان موسى (عليه السلام) إذا قاتل قدمه قتسكن نفوس بني إسرائيل ولا يفرون وقيل: كانت فيه صورة من زبرجد أو ياقوت لها رأس وذنب كرأس الهرة وذنبها وجناحان فتئن فيرف التابوت نحو العدو وهم يتبعونه فإذا استقر ثبتوا