شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٥ - الصفحة ٢٧٨
أشكل من الكتاب فيرد ما أشكل منه إلى ما اتضح منه وهذا أسد ما قيل في ذلك، والزيغ: هو الميل عن الحق إلى الباطل، وابتغاء الفتنة: طلبها، والفتنة: الضلال، وقيل: الشك.
والتأويل: ما آل إليه أمره والمراد باتباعهم للمتشابه ابتغاء الفتنة أن يتبعونه ويجمعونه طلبا للتشكيك في القرآن واضلال العوام كما فعله الزنادقة والقرامطة والطاعنون في القرآن أو يجمعونه طلبا لاعتقاد ظواهره كما فعلت المجسمة جمعوا ما في القرآن والسنة مما ظاهره الجسمية حتى اعتقدوا أن الباري جل شأنه جسم له صورة ذات وجه وعين وجنب ويد ورجل وأصبع تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا وكلا الفريقين كافر، وأما من اتبعه ليأوله من عند نفسه فذلك مختلف في جوازه والأظهر وجوب الحمل على خلاف ظاهره وصرف تعيينه وتأويله إلى أهله والحق عند أصحابنا أن الراسخين في العلم أيضا يعلمون تأويله كما دل عليه هذا الخبر وغيره، وأما العامة فقال عياض:
اختلف في الراسخين فقيل يعلمون تأويله فالواو في قوله تعالى (إلا الله والراسخون في العلم) عندهم عاطفة (ويقولون) في موضع الحال من الراسخين لا منهم ومن الله لأن الله سبحانه لا يقول ذلك، وقيل: لا يعلمون فالواو عندهم للاستيناف والراسخون مبتدأ وخبره يقولون وكلا الوجهين محتمل وإنما يعتضد أحدهما بمرجح لا يبلغ القطع وكاد أن يكون علم الراسخين بالمتشابه من المتشابه انتهى.
وقال: المازري: والأول أصح لأنه يبعد أن يخاطب الله تعالى الخلق بما لا يعرفونه وقد اتفق أصحابنا وغيرهم على أنه يستحيل أن يتكلم الله سبحانه بما لا يفيد. هذا كلامه.
قوله (والذين يعلمون إذا قال العالم فيهم بعلم فأجابهم الله) الموصول مع صلته مبتدأ والشرط مع جوابه خبر وجعل قوله فأجابهم خبرا باعتبار تضمن المبتدأ معنى الشرط يوجب خلو الشرط عن الجزاء، والتقدير خلاف الأصل مع عدم الحاجة إليه، وفي بعض النسخ «فيه» بدل «فيهم» وهو الأظهر، وأجاب بمعنى قبل، ومن أسمائه تعالى المجيب وهو الذي يقابل الدعاء والسؤال والقول والعمل بالقبول ولعل المقصود أن الذين يعلمون تأويل المتشابه إذا قال العالم في تأويله أو فيما بين الناس بعلم ويقين: آمنا به، فأجابهم الله تعالى وقبل قولهم ومدحهم بقوله (يقولون آمنا به) أي بالمتشابه. كل من المتشابه والمحكم من عند ربنا لحكمة مقتضية لهما، وفيه مدح لهم بالعلم بالتأويل الحق والتصديق به، وفي أكثر النسخ المعتبرة (والذين لا يعلمون) قال الفاضل الأمين الأسترآبادي (يقولون آمنا به) خبر لقوله (والذين لا يعلمون تأويله) وهذا جواب علمهم الله تعالى ليأتوا بهذا الجواب إذا سمعوا من العالم تأويلا بعيدا عن أذهانهم ثم أشار إلى التعميم بعد التخصيص بقوله: «والقرآن خاص وعام ومحكم ومتشابه وناسخ ومنسوخ فالراسخون في العلم
(٢٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الجبر والقدر والأمر بين الأمرين 3
2 باب الاستطاعة 38
3 باب البيان والتعريف ولزوم الحجة 47
4 باب اختلاف الحجة على عباده 57
5 باب حجج الله على خلقه 60
6 باب الهداية أنها من الله عز وجل 68
7 باب الاضطرار إلى الحجة 75
8 باب طبقات الأنبياء والرسل والأئمة (عليهم السلام)) 108
9 باب الفرق بين الرسول والنبي والمحدث 115
10 باب ان الحجة لا تقوم لله على خلقه إلا بامام 121
11 باب أن الأرض لا تخلو من حجة 122
12 باب أنه لو لم يبق في الأرض إلا رجلان لكان أحدهما الحجة 128
13 باب معرفة الإمام والرد اليه 130
14 باب فرض طاعة الأئمة 150
15 باب في أن الأئمة شهداء الله عز وجل على خلقه 162
16 باب ان الأئمة عليهم السلام هم الهداة 167
17 باب ان الأئمة عليهم السلام ولاة امر الله وخزنة علمه 169
18 باب أن الأئمة عليهم السلام خلفاء الله عز وجل في أرضه 174
19 وأبوابه التي منها يؤتى 174
20 باب أن الأئمة عليهم السلام نور الله عز وجل 177
21 باب ان الأئمة هم أركان الأرض 183
22 باب نادر جامع في فضل الإمام وصفاته 193
23 باب أن الأئمة (عليهم السلام) ولاة الامر وهو الناس المحسودون الذين ذكرهم الله عز وجل 252
24 باب أن الأئمة (عليهم السلام) هم العلامات التي ذكرها الله عز وجل في كتابه 260
25 باب أن الآيات التي ذكرها الله عز وجل في كتابه هم الأئمة (عليهم السلام) 262
26 باب ما فرض الله عز وجل ورسوله (صلى الله عليه وآله) من الكون مع الأئمة (عليهم السلام) 263
27 باب أن أهل الذكر الذين أمر الله الخلق بسؤالهم هم الأئمة (عليهم السلام) 270
28 باب أن من وصفه الله تعالى في كتابه بالعلم هم الأئمة (عليهم السلام) 275
29 باب أن الراسخين في العلم هم الأئمة (عليهم السلام)) 277
30 باب أن الأئمة قد أوتوا العلم وأثبت في صدورهم 280
31 باب في أن من اصطفاه الله من عباده وأورثهم كتابه هم الأئمة (عليهم السلام) 281
32 باب أن الأئمة في كتاب الله إمامان: إمام يدعو إلى الله وإمام يدعو إلى النار 283
33 باب [أن القرآن يهدي للإمام] 286
34 باب أن النعمة التي ذكرها الله عز وجل في كتابه الأئمة (عليهم السلام) 287
35 باب أن المتوسمين الذين ذكرهم الله تعالى في كتابه هم الأئمة (عليهم السلام) والسبيل فيهم مقيم 288
36 باب عرض الأعمال على النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام) 291
37 باب أن الطريقة التي حث على الاستقامة عليها ولاية علي (عليه السلام) 293
38 باب ان الأئمة معدن العلم وشجرة النبوة ومختلف الملائكة 295
39 باب أن الأئمة (عليهم السلام) ورثة العلم، يرث بعضهم بعضا العلم 298
40 باب أن الأئمة ورثوا علم النبي وجميع الأنبياء والأوصياء الذين من قبلهم 301
41 باب أن الأئمة (عليهم السلام) عندهم جميع الكتب التي نزلت من عند الله عز وجل وأنهم يعرفونها على اختلاف ألسنتها 309
42 باب أنه لم يجمع القرآن كله إلا الأئمة (عليهم السلام) وانهم يعلمون علمه كله 312
43 باب ما أعطي الأئمة (عليهم السلام) من اسم الله الأعظم 317
44 باب ما عند الأئمة من آيات الأنبياء (عليهم السلام) 320
45 باب ما عند الأئمة من سلاح رسول الله عليه وآله ومتاعه 323
46 باب أن مثل سلاح رسول الله مثل التابوت في بني إسرائيل 333
47 باب فيه ذكر الصحيفة والجفر والجامعة ومصحف فاطمة عليها السلام 334
48 باب في شأن إنا أنزلناه في ليلة القدر وتفسيرها 344
49 فهرس الآيات 354