شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٣ - الصفحة ١٥٤
* الأصل:
5 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض أصحابه، عن الحسين بن المياح، عن أبيه قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: من نظر في الله كيف هو، هلك.
* الشرح:
(عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض أحصابه، عن الحسين بن مياح، عن أبيه قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: من نظر في الله كيف هو هلك) إما بالشرك إن استقر نظره على كيفية لتعاليه عنها أو بالتحير وذهاب العقل إن اضطرب في سرادق العز؟ ولم يجد شيئا يركن إليه إذ عظمة الرب أجل وأعظم من أن يضبطها عقل بشري.
* الأصل:
6 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن فضال، عن ابن بكير عن زرارة بن أعين، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن ملكا عظيم الشأن كان في مجلس له فتناول الرب تبارك وتعالى ففقد فما يدري أين هو.
* الشرح:
(محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن فضال، عن ابن بكير، عن زرارة بن أعين، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن ملكا عظيم الشأن) عظمة شأنه إما بحسب الدنيا أو بحسب الفضل والكمال (كان في مجلس فتناول الرب تبارك وتعالى) أي تكلم في كيفية ذاته وفتش في حقيقة صفاته وصرف نظر الفكر إلى مطالعة كنه كبريائه وعظمته وأجال بصر العقل إلى مشاهدة منتهى علمه وقدرته وأرسل الفهم إلى عميقات أسرار كماله وحرك الفهم إلى تحديد كيفية جلاله فعادت تلك المتحركات قبل الوصول إلى مطالبها خائبة كليلة ورجعت هذه المدركات قبل الوصول إلى مقاصدها خاسئة حسيرة لكونها قاصرة عن إدراك ما طلبته من هذه المطالب الجزيلة وعاجزة عن تناول ما تمنته عن هذه المقاصد الجليلة فلذلك غلب عليه التدله والحيرة (ففقد) من بين قومه (1) وتاه في الأرض. (فما يدري أين هو) سبحان من تولهت القلوب من تقدير جلال عزته

1 - قوله «ففقد من بين قومه» كان هذا الملك النعمان الأول جد ملوك العراق وهو الذي بنى قصر الخورنق والسدير وتربى بهرام جور عنده وفيه يقول عدي بن زيد:
وتدبر رب الخورنق إذ أش‍ * - رف يوما وللهدى تفكير سره حاله وكثرة مايم‍ * - لك والبحر معرضا والسدير فارعوى قلبه وقال وما غب‍ * - طة حي إلى الممات يصير وقال أبو الفرج كان عنده رجل من بقايا حملة الحجة والمضي على أدب الحق ومتهاجه ولم تخل الأرض من قائم لله بحجة في عباده فقال أيها الملك.... أرأيت هذا الذي أنت فيه أشي، لم تزل فيه أم شيء صار إليك ميراثا وهو زائل عنك وصائر إلى غيرك قال كذلك هو... فإذا كان السحر فاقرع علي بابي... فقرع عليه عند السحر بابه فإذا هو قد وضع تاجه وخلع أطماره ولبس أمساحه وتهيأ للسياحة فلزما والله الجبل حتى أتاهما أجلهما، وسماه أبو الفرج المنتصر السائح على وجهه ولم يشر أحد من شراح الكافي إلى شيء من قصة هذا الملك وما يتبادر إلى الذهن من كلام أبي الفرج من ترك الملك في حال سلامة العقل اختيارا للزهد بعد ما سبق منه من الشر والظلم ضعيف والصحيح ما نقل عن الإمام (عليه السلام) من عروض الحيرة بعد إيمان الملك وتفكره في الله تعالى وهذا الملك هو الذي رمى سنمارا من قصر الخورنق بعد بنائه لئلا يبني لغيره أحسن منه أو مثله. (ش)
(١٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 ... » »»
الفهرست