شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١ - الصفحة ٨٤
كان حصول أصل الثواب موقوفا على كمال المعرفة فظاهر أن ذلك لا يتيسر إلا للعاقل الكامل الذي هو فريد في العقل والكمال لزم أن لا يكون من هو دونه من الضعفاء من أهل الرحمة. وهو خلاف ما نطقت به الروايات ودلت عليه الآيات والظاهر أنه لم يذهب إليه أحد أيضا.
* الأصل:
9 - «علي بن إبراهيم، عن أبيه عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا بلغكم عن رجل حسن حال فانظروا في حسن عقله، فانما يجازى بعقله».
* الشرح:
(علي بن إبراهيم) ثقة معتمد صحيح المذهب له كتب (عن أبيه) إبراهيم بن هاشم أبي إسحاق القمي ولم يصرحوا بجرحه وتعديله والأرجح قبول قوله (صه) (عن النوفلي) الحسين بن يزيد بن محمد بن عبد الملك وكان شاعرا أديبا وقال قوم من الكوفيين إنه غلا في آخر عمره (عن السكوني) إسماعيل بن أبي زياد الشعيري له كتاب وكان عاميا (عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)) صرح (عليه السلام) بهذه النسبة مع أن جميع ما روي عنه أخذه من مشكاة النبوة للتشرف بذكره (صلى الله عليه وآله) وللتأكيد والمبالغة في قبول مضمون الحديث ولاحتمال أن يكون السامع عاميا لا يقبل منه بدون ذلك (إذا بلغكم عن رجل حسن حال) من فعل الصلاة والزكاة والصيام والحج والصدقات وغيرها من الأعمال الدينية والدنيوية (فانظروا في حسن عقله) فإن وجدتم عقله على وجه الكمال فاعلموا أن أعماله أيضا على وجه الكمال وأن الثواب المترتب عليها على وجه الكمال. وإن وجدتم عقله ناقصا فاعلموا أن جميع ذلك ناقص فلا تغتروا بحسن أعماله وأفعاله واستقامة أحواله ظاهرا ولا تحكموا بمجرد ذلك على صحة عقيدته وسلامة قلبه وكمال عمله وثوابه بل انظروا أولا في حسن عقله وكمال جوهره (فانما يجازى بعقله) أي بقدر عقله وللعقل مراتب متفاوتة تفاوتا فاحشا وهو أصل العبادة وأساسها كما قال الصادق (عليه السلام): «العبادة حسن النية من الوجوه التي يطاع الله منها) (1) وظاهر أن ذلك لا يحصل بدون العقل ففضل العبادة وكمال ثوابها بقدر فضل العقل وكماله، وفيه دلالة على أن ثواب العالم أفضل من ثواب الجاهل وإن كان الجاهل أعبد منه، وعلى اختبار حال الشاهد والراوي وكل مخبر وإن كانت أحوالهم حسنة بحسب الظاهر.
* الأصل:
10 - «محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن عبد الله بن سنان قال: ذكرت لأبي عبد الله (عليه السلام) رجلا مبتلى بالوضوء والصلاة وقلت: هو رجل عاقل، فقال: أبو عبد الله (عليه السلام): وأي

1 - رواه الكليني في كتاب الايمان والكفر باب العبادة تحت رقم 4.
(٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 ... » »»
الفهرست