ديوان السيد حيدر الحلي - السيد حيدر الحلي - ج ١ - الصفحة ٣٦
وقال يرثي الإمام الحسين عليه السلام:
أنى يخالط نفسك الانس * سفها ودهرك سعده نحس ومن الحوادث ليس يمتنع * الثقلان لا جن ولا إنس بل كل ربع فيه ناعية * وبكل فج مربع درس وفجايع الأيام طائفة * شرقا وغربا شأنها الخلس وأجلها يوم الطفوف فلا * وهم تصوره ولا حدس يوم أبو السجاد ألقحها * شعواء تزهق دونها النفس واسود مشرقها ومغربها * بالنقع حتى ماتت الشمس لما طليقة جده وردت * لقتاله يقتادها رجس يلقى الرماح بصدره وكأن * يوم الكريهة صدره ترس فالشوس تأنس بالفرار كما * بالموت منه تأنس النفس ويروم كل سبق صاحبه * هربا فيسبق جسمه الرأس للمرهفات نفوسهم وجسومهم * للوحش لم يشقق لها رمس وقال يرثي جده الإمام الحسين عليه السلام:
قد عهدنا الربوع وهي ربيع * أين لا أين أنسها المجموع درج الحي أم تتبع عنها * نجع الغيث أم بدهياء ريعوا لا تقل: شملها النوى صدعته * إنما شمل صبري المصدوع كيف أعدت بلسعة الهم قلبي * يا ثراها (123) وفيك يرقى اللسيع سبق الدمع حين قلت سقتها * فتركت السما وقلت الدموع فكأني في صحنها وهو قعب * أحلب المزن والجفون ضروع بت ليل التمام أنشد فيها * هل لماض من الزمان رجوع وادعت حولي السجا ذات طوق * مات منها على النياح الهجوع وصفت لي بجمرتي مقلتيها * ما عليه انحنين مني الضلوع شاطرتني بزعمها الداء حزنا * حين أنت وقلبي الموجوع يا طروب العشي خلفك عني * ما حنيني صبابة وولوع لم يرعني نوى الخليط ولكن * من جوى الطف راعني ما يروع قد عذلت الجزوع وهو صبور * وعذرت الصبور وهو جزوع عجبا للعيون لم تغد بيضا * لمصاب تحمر فيه (124) الدموع وأسا شابت الليالي عليه * وهو للحشر في القلوب رضيع أي يوم رعبا به رجف الدهر * إلى أن منه اصطفقن الضلوع (125) أي يوم بشفرة البغي فيه * عاد أنف الاسلام وهو جديع يوم أرسى ثقل النبي على الحتف (126) * وخفت بالراسيات صدوع يوم (127) صكت بالطف هاشم وجه * الموت فالموت من لقاها (128) مروع بسيوف في الحرب صلت فللشوس * سجود من حولها وركوع وقفت موقفا تضيفت الطير * قراه فحوم ووقوع موقف لا البصير فيه بصير * لاندهاش ولا السميع سميع جلل الأفق منه عارض نقع * من سنا البيض فيه برق لموع فلشمس النهار فيه مغيب * ولشمس الحديد فيه طلوع أينما طارت النفوس شعاعا * فلطير الردى عليها وقوع قد تواصت بالصبر فيه رجال * في حشى الموت من لقاها صدوع سكنت منهم النفوس جسوما * هي بأسا حفائظ ودروع سد فيهم ثغر المنية شهم * لثنايا الثغر المخوف طلوع وله الطرف حيث سار (129) أنيس * وله السيف حيث بات ضجيع لم يقف موقفا من الحزم إلا * وبه سن غبيره المقروع طمعت أن تسومه القوم خسفا (130) * وأبى الله والحسام الصنيع كيف يلوي على الدنية جيدا * لسوى الله ما لواه الخضوع ولديه جأش أرد من الدرع * لضمأى القنا وهن شروع وبه يرجع الحفاظ لصدر * ضاقت الأرض وهي فيه تضيع فأبى أن يعيش إلا عزيزا * أو تجلى الكفاح وهو صريع فتلقى الجموع فردا ولكن * كل عضو في الروع منه جموع رمحه من بنانه وكأن من * عزمه حد سيفه مطبوع زوج السيف بالنفوس ولكن * مهرها الموت والخضاب النجيع بأبي كالثا على الطف خدرا * هو في شفرة الحسام منيع قطعوا بعده عراه ويا حبل * وريد الاسلام أنت القطيع وسروا في كرائم الوحي أسرى * وعداك ابن أمها التقريع لو تراها والعيس جشمها (131) الحادي * من السير فوق ما تستطيع ووراها العفاف يدعو ومنه * بدم القلب دمعه مشفوع يا ترى فوقه بقية وجد * ملء أحشائها جوى وصدوع فترفق بها فما هي إلا * ناضر دامع وقلب مروع لا تسمها جذب البرى أو تدري * ربة الخدر ما البرى والنسوع (132) قوضي يا خيام عليا نزار * فلقد قوض العماد الرفيع واملأي العين يا أمية نوما * فحسين على الصعيد صريع ودعي صكة الجباه لوي * ليس يجديك صكها والدموع أفلطما بالراحتين فهلا * بسيوف لا تتقيها الدروع وبكاء بالدمع حزنا فهلا * بدم الطعن والرماح شروع قل ألا قراع ملمومة الحتف * فواها يا فهر أين القريع

123 وفي نسخة: يا تراها.
124 وفي نسخة: منه.
125 هذا البيت لم يثبت في الديوان المطبوع.
126 وفي نسخة: الخسف.
127 وفي نسخة: حيث.
128 وفي نسخة: لظاها.
129 وفي نسخة: صار.
130 وفي نسخة: ضيما.
131 وفي نسخة: يجشمها.
132 البرى: حلقات توضع في أنف الناقة. النسوع: حبال طوال تشد بها الرحال.
(٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 ... » »»