لسان العرب - ابن منظور - ج ١٤ - الصفحة ٩٨
والبهو: الواسع من الأرض الذي ليس فيه جبال بين نشزين، وكل هواء أو فجوة فهو عند العرب بهو، وقال ابن أحمر:
بهو تلاقت به الآرام والبقر والبهو: أماكن البقر، وأنشد لأبي الغريب النصري:
إذا حدوت الذيذجان الدارجا، رأيته في كل بهو دامجا الذيذجان: الإبل تحمل التجارة، والدامج الداخل. وناقة بهوة الجنبين: واسعة الجنبين، وقال جندل:
على ضلوع بهوة المنافج وقال الراعي:
كأن ريطة حبار، إذا طويت، بهو الشراسيف منها، حين تنخضد شبه ما تكسر من عكنها وانطواءه بريطة حبار. والبهو:
ما بين الشراسيف، وهي مقاط الأضلاع. وبهو الصدر: جوفه من الإنسان ومن كل دابة، قال:
إذا الكاتمات الربو أضحت كوابيا، تنفس في بهو من الصدر واسع يريد الخيل التي لا تكاد تربو، يقول: فقد ربت من شدة السير ولم يكب هذا ولا ربا ولكن اتسع جوفه فاحتمل، وقيل: بهو الصدر فرجة ما بين الثديين والنحر، والجمع أبهاء وأبه وبهي وبهي.
الأصمعي: أصل البهو السعة. يقال: هو في بهو من عيش أي في سعة.
وبهي البيت يبهى بهاء: انخرق وتعطل. وبيت باه إذا كان قليل المتاع، وأبهاه: خرقه، ومنه قولهم: إن المعزى تبهي ولا تبني، وهو تفعل من البهو، وذلك أنها تصعد على الأخبية وفوق البيوت من الصوف فتخرقها، فتتسع الفواصل ويتباعد ما بينها حتى يكون في سعة البهو ولا يقدر على سكناها، وهي مع هذا ليس لها ثلة تغزل لأن الخيام لا تكون من أشعارها، إنما الأبنية من الوبر والصوف، قال أبو زيد: ومعنى لا تبني لا تتخذ منها أبنية، يقول لأنها إذا أمكنتك من أصوافها فقد أبنت. وقال القتيبي فيما رد على أبي عبيد:
رأيت بيوت الأعراب في كثير من المواضع مسواة من شعر المعزى، ثم قال: ومعنى قوله لا تبني أي لا تعين على البناء. الأزهري: والمعزى في بادية العرب ضربان: ضرب منها جرد لا شعر عليها مثل معزى الحجاز والغور والمعزى التي ترعى نجود البلاد البعيدة من الريف كذلك، ومنها ضرب يألف الريف ويرحن حوالي القرى الكثيرة المياه يطول شعرها مثل معزى الأكراد بناحية الجبل ونواحي خراسان، وكأن المثل لبادية الحجاز وعالية نجد فيصح ما قاله. أبو زيد: أبو عمرو البهو بيت من بيوت الأعراب، وجمعه أبهاء. والباهي من البيوت: الخالي المعطل وقد أبهاه. وبيت باه أي خال لا شئ فيه. وقال بعضهم لما فتحت مكة:
قال رجل أبهوا الخيل فقد وضعت الحرب أوزارها، فقال، صلى الله عليه وسلم: لا تزالون تقاتلون عليها الكفار حتى يقاتل بقيتكم الدجال، قوله أبهوا الخيل أي عطلوها من الغزو فلا يغزى عليها. وكل شئ عطلته فقد أبهيته، وقيل: أي عروها ولا تركبوها فما بقيتم تحتاجون إلى الغزو، من أبهى البيت إذا تركه غير مسكون،
(٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 ... » »»
الفهرست