لسان العرب - ابن منظور - ج ١٤ - الصفحة ٩٦
مع غلام هو ثلاثة أشياء: وهو أن غلام نكرة وغلامي معرفة، وأيضا فإن في لفظ غلامي ياء ثابتة وليس غلام بلا ياء كذلك، والثالث أن كسرة غلامي بناء عنده كما ذكر وكسرة ميم مررت بغلام إعراب لا بناء، وإذا جاز رجل مع رجل وأحدهما معرفة والآخر نكرة ليس بينهما أكثر من هذا، فما اجتمع فيه ثلاثة أشياء من الخلاف أجدر بالجواز، قال: وعلى أن أبا الحسن الأخفش قد يمكن أن يكون أراد بقوله إن حركة ميم غلامي بناء أنه قد اقتصر بالميم على الكسرة، ومنعت اختلاف الحركات التي تكون مع غير الياء نحو غلامه وغلامك، ولا يريد البناء الذي يعاقب الإعراب نحو حيث وأين وأمس.
والمبناة والمبناة: كهيئة الستر والنطع. والمبناة والمبناة أيضا: العيبة. وقال شريح بن هانئ: سألت عائشة، رضي الله عنها، عن صلاة سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقالت: لم يكن من الصلاة شئ أحرى أن يؤخرها من صلاة العشاء، قالت: وما رأيته متقيا الأرض بشئ قط إلا أني أذكر يوم مطر فإنا بسطنا له بناء، قال شمر: قوله بناء أي نطعا، وهو متصل بالحديث، قال ابن الأثير: هكذا جاء تفسيره في الحديث، ويقال له المبناة والمبناة أيضا.
وقال أبو عدنان: يقال للبيت هذا بناء آخرته، عن الهوازني، قال:
المبناة من أدم كهيئة القبة تجعلها المرأة في كسر بيتها فتسكن فيها، وعسى أن يكون لها غنم فتقتصر بها دون الغنم لنفسها وثيابها، ولها إزار في وسط البيت من داخل يكنها من الحر ومن واكف المطر فلا تبلل هي وثيابها، وأنشد ابن الأعرابي للنابغة:
على ظهر مبناة جديد سيورها، يطوف بها وسط اللطيمة بائع قال: المبناة قبة من أدم. وقال الأصمعي: المبناة حصير أو نطع يبسطه التاجر على بيعه، وكانوا يجعلون الحصر على الأنطاع يطوفون بها، وإنما سميت مبناة لأنها تتخذ من أدم يوصل بعضها ببعض، وقال جرير:
رجعت وفودهم بتيم بعدما خرزوا المباني في بني زدهام وأبنيته بيتا أي أعطيته ما يبني بيتا.
والبانية من القسي: التي لصق وترها بكبدها حتى كاد ينقطع وترها في بطنها من لصوقه بها، وهو عيب، وهي الباناة، طائية. غيره:
وقوس بانية بنت على وترها إذا لصقت به حتى يكاد ينقطع. وقوس باناة: فجاء، وهي التي ينتحي عنها الوتر. ورجل باناة: منحن على وتره عند الرمي، قال امرؤ القيس:
عارض زوراء من نشم، غير باناة على وتره وأما البائنة فهي التي بانت عن وترها، وكلاهما عيب.
والبواني: أضلاع الزور. والبواني: قوائم الناقة. وألقى بوانيه: أقام بالمكان واطمأن وثبت كألقى عصاه وألقى أرواقه، والأرواق جمع روق البيت، وهو رواقه. والبواني: عظام الصدر، قال العجاج بن رؤبة:
فإن يكن أمسى شبابي قد حسر، وفترت مني البواني وفتر وفي حديث خالد: فلما ألقى الشام بوانيه عزلني
(٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 ... » »»
الفهرست