لسان العرب - ابن منظور - ج ١٤ - الصفحة ١٠٩
يثبون أرحاما وما يجفلونها، وأخلاق ود ذهبتها المذاهب (* قوله ذهبتها المذاهب كذا في الأصل، والذي في التكملة: ذهبته الذواهب).
قال: يثبون يعظمون يجعلونها ثبة. يقال: ثب معروفك أي أتمه وزد عليه. وقال غيره: أنا أعرفه تثبية أي أعرفه معرفة أعجمها ولا أستيقنها.
* ثتي: الثتى والحتا: سويق المقل، عن اللحياني. والثتى: حطام التبن. والثتى: دقاق التبن أو حسافة التمر. وكل شئ حشوت به غرارة مما دق فهو الثتى، وأنشد:
كأنه غرارة ملأى ثتى ويروى: ملأى حتا. وقال أبو حنيفة: الثتاة والثتى قشر التمر ورديئه.
* ثدي: الثدي: ثدي المرأة، وفي المحكم وغيره: الثدي معروف، يذكر ويؤنث، وهو للمرأة والرجل أيضا، وجمعه أثد وثدي، على فعول، وثدي أيضا، بكسر الثاء لما بعدها من الكسر، فأما قوله:
وأصبحت النساء مسلبات، لهن الويل يمددن الثدينا فإنه كالغلط، وقد يجوز أن يريد الثديا فأبدل النون من الياء للقافية.
وذو الثدية: رجل، أدخلوا الهاء في الثدية ههنا، وهو تصغير ثدي. وأما حديث علي، عليه السلام، في الخوارج: في ذي الثدية المقتول بالنهروان، فإن أبا عبيد حكى عن الفراء أنه قال إنما قيل ذو الثدية بالهاء هي تصغير ثدي، قال الجوهري: ذو الثدية لقب رجل اسمه ثرملة، فمن قال في الثدي إنه مذكر يقول إنما أدخلوا الهاء في التصغير لأن معناه اليد، وذلك أن يده كانت قصيرة مقدار الثدي، يدل على ذلك أنهم يقولون فيه ذو اليدية وذو الثدية جميعا، وإنما أدخل فيه الهاء، وقيل: ذو الثدية وإن كان الثدي مذكرا لأنها كأنها بقية ثدي قد ذهب أكثره، فقللها كما يقال لحيمة وشحيمة، فأنثها على هذا التأويل، وقيل: كأنه أراد قطعة من ثدي، وقيل: هو تصغير الثندوة، بحذف النون، لأنها من تركيب الثدي وانقلاب الياء فيها واوا لضمة ما قبلها، ولم يضر ارتكاب الوزن الشاذ لظهور الاشتقاق.
وقال الفراء عن بعضهم: إنما هو ذو اليدية، قال: ولا أرى الأصل كان إلا هذا، ولكن الأحاديث تتابعت بالثاء.
وامرأة ثدياء: عظيمة الثديين، وهي فعلاء لا أفعل لها لأن هذا لا يكون في الرجال، ولا يقال رجل أثدى.
ويقال: ثدي يثدى إذا ابتل. وقد ثداه يثدوه ويثديه إذا بله. وثداه إذا غذاه.
والثداء، مثل المكاء: نبت، وقيل: نبت في البادية يقال له المصاص والمصاخ، وعلى أصله قشور كثيرة تتقد بها النار، الواحدة ثداءة، قال أبو منصور: ويقال له بالفارسية بهراه دايزاد (* قوله بهراه دايزاد هكذا هو في الأصل)، وأنشد ابن بري لراجز:
كأنما ثداؤه المخروف، وقد رمى أنصافه الجفوف، ركب أرادوا حلة وقوف شبه أعلاه وقد جف بالركب، وشبه أسافله الخضر بالإبل لخضرتها.
وثديت الأرض: كسديت،
(١٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 ... » »»
الفهرست