الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ١٩٩
الآية قال نزلت في بني قريظة نسختها فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم إلى آخر الآية * وأخرج ابن مردويه عن عبد الرحمن بن أبزى رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ وان جنحوا للسلم * وأخرج وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وان جنحوا للسلم قال الطاعة * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وان جنحوا للسلم فاجنح لها قال إن رضوا فارض * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في قوله وان جنحوا للسلم فاجنح لها يقول إذا أرادوا الصلح فأرده * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قرأ وان جنحوا للسلم يعنى بالخفض وهو الصلح * وأخرج ابن أبي حاتم عن مبشر بن عبيد رضي الله عنهما انه قرأ وان جنحوا للسلم يعنى بفتح السين يعنى الصلح * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وان جنحوا للسلم فاجنح لها قال نسختها هذه الآية قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر إلى قوله صاغرون * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر والنحاس في ناسخه وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله وان جنحوا للسلم أي الصلح فاجنح لها قال كانت قبل براءة وكان النبي صلى الله عليه وسلم يوادع الناس إلى أجل فاما أن يسلموا واما أن يقاتلهم ثم نسخ ذلك في براءة فقال اقتلوا المشركين حين وجدتموهم وقال قاتلوا المشركين كافة نبذ إلى كل ذي عهد بعهده وأمره أن يقاتلهم حتى يقولوا لا إله إلا الله ويسلموا وان لا يقبل منهم الا ذلك وكل عهد كان في هذه السورة وغيرها وكل صلح يصالح به المسلمون المشركين يتواعدون به فان براءة جاءت بنسخ ذلك فامر بقتالهم قبلها على كل حال حتى يقولوا لا إله إلا الله * قوله تعالى (وان يريدوا أن يخدعوك) * أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وان يريدوا أن يخدعوك قال قريظة * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في قوله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين قال الأنصار * وأخرج ابن مردويه عن النعمان بن بشير رضي الله عنه في قوله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين الآية قال نزلت في الأنصار * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين قال هم الأنصار * وأخرج ابن عساكر عن أبي هريرة رضي الله عنه قال مكتوب على العرش لا إله إلا أنا وحدي لا شريك لي محمد عبدي ورسولي أيدته بعلي وذلك قوله هو الذي أيدك بنصره بالمؤمنين * وأخرج ابن المبارك وابن أبي شيبة وابن أبي الدنيا في كتاب الاخوان والنسائي والبزار وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن مسعود رضي الله عنه ان هذه الآية نزلت في المتحابين لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر وأبو الشيخ والبيهقي في الشعب واللفظ له عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قرابة الرحم تقطع ومنه المنعم تكفر ولم نر مثل تقارب القلوب يقول الله لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم وذلك موجود في الشعر قال الشاعر إذا مت ذو القربى إليك برحمه * فغشك واستغنى فليس بذي رحم ولكن ذا القربى الذي ان دعوته * أجاب ومن يرمى العدو الذي ترمى ومن ذلك قول القائل ولقد صحبت الناس ثم خبرتهم * وبلوت ما وصلوا من الأسباب فإذا القرابة لا تقرب قاطعا * وإذ المودة أقرب الأسباب قال البيهقي هكذا وجدته موصولا بقول ابن عباس رضي الله عنهما ولا أدرى قوله وذلك موجود في الشعر من قوله أو من قبل من قبله من الرواة * وأخرج ابن المبارك و عبد الرزاق وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال النعمة تكفر والرحم يقطع وان الله تعالى إذا قارب بين القلوب لم يزحزحها شئ ثم تلا لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم الآية * وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه قال إذا لقى الرجل أخاه فصافحه تحاتت الذنوب بينهما كما ينثر الريح الورق فقال رجل ان هذا من العمل اليسير فقال ألم تسمع الله قال لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم
(١٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 ... » »»
الفهرست