الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ١٨٨
الشيخ وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله يوم الفرقان قال هو يوم بدر فرق الله به بين الحق والباطل * وأخرج سعيد بن منصور ومحمد بن نصر والطبراني عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله يوم الفرقان يوم التقى الجمعان قال كانت بدر لسبع عشرة مضت من شهر رمضان * وأخرج ابن مردويه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال كانت ليلة الفرقان يوم التقى الجمعان في صبيحتها ليلة الجمعة لسبع عشرة مضت من رمضان * وأخرج ابن جرير عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال كانت ليلة الفرقان يوم التقى الجمعان لسبع عشرة مضت من رمضان * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن عروة بن الزبير رضي الله عنه قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقتال في آي من القرآن فكان أول مشهد شهده رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرا وكان رئيس المشركين يومئذ عتبة بن ربيعة بن عبد شمس فالتقوا يوم الجمعة ببدر لسبع أو ست عشرة ليلة مضت من رمضان وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلثمائة وبضعة عشر رجلا والمشركون بين الألف والتسعمائة وكان ذلك يوم الفرقان يوم فرق الله بين الحق والباطل فكان أول قتيل قتل يومئذ مهجع مولى عمر ورجل من الأنصار وهزم الله يومئذ المشركين فقتل منهم زيادة على سبعين رجلا وأسر منهم مثل ذلك * وأخرج ابن أبي شيبة عن جعفر عن أبيه قال كانت بدر لسبع عشرة من رمضان في يوم جمعة * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام انه سئل أي ليلة كانت ليلة بدر فقال هي ليلة الجمعة لسبع عشرة ليلة بقيت من رمضان * وأخرج ابن أبي شيبة عن عامر بن ربيعة البدري قال كان يوم بدر يوم الاثنين لسبع عشرة من رمضان * قوله تعالى (إذ أنتم بالعدوة) الآيتين * أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله إذ أنتم بالغدوة الدنيا قال شاطئ الوادي والركب أسفل منكم قال أبو سفيان * وأخرج ابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه في قوله إذ أنتم بالعدوة الدنيا الآية قال العدوة الدنيا شفير الوادي الأدنى والعدوة القصوى شفير الوادي الأقصى * وأخرج ابن أبي حاتم عن عروة رضي الله عنه في قوله والركب أسفل منكم قال كان أبو سفيان أسفل الوادي في سبعين راكبا ونفرت قريش وكانت تسعمائة وخمسين فبعث أبو سفيان إلى قريش وهم بالجحفة انى قد جاوزت القوم فارجعوا قالوا والله لا نرجع حتى نأتي ماء بدر * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله والركب أسفل منكم قال أبو سفيان وأصحابه مقبلين من الشام تجارا لم يشعروا بأصحاب بدر ولم يشعر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بكفار قريش ولا كفار قريش بهم حتى التقوا على ماء بدر فاقتتلوا فغلبهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وأسروهم * وأخرج ابن إسحاق وابن أبي حاتم عن عباد بن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه في قوله وهم بالعدوة القصوى من الوادي إلى مكة والركب أسفل منكم يعنى أبا سفيان وغيره وهي أسفل من ذلك نحو الساحل ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد أي ولو كان ذلك على ميعاد منكم ومنهم ثم بلغكم كثرة عددهم وقلة عددكم ما التقيتم ولكن ليقضى الله أمرا كان مفعولا أي ليقضى ما أراد بقدرته من اعزاز الاسلام وأهله وإذلال الكفر وأهله من غير ملا منكم ففعل ما أراد من ذلك بلطفه فاخرج الله ومن معه لي العير لا يريد غيرها وأخرج قريشا من مكة لا يريدون الا الدفع عن عيرهم ثم الف بين القوم على الحرب وكانوا لا يريدون الا العير فقال في ذلك ليقضى الله أمرا كان مفعولا ليفصل بين الحق والباطل ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة أي ليكفر من كفر بعد الحجة لما رأى من الآيات والعبر ويؤمن من آمن على مثل ذلك * قوله تعالى (إذ يريكهم الله) الآية * أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله إذ يريكهم الله في منامك قليلا قال أراه الله إياهم في منامه قليلا فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بذلك وكان تثبيتا لهم * وأخرج ابن إسحاق وابن المنذر عن حيان بن واسع بن حيان عن أشياخ من قومه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم عدل صفوف أصحابه يوم بدر ورجع إلى العريش فدخله ومعه أبو بكر رضي الله عنه وقد خفق رسول الله صلى الله عليه وسلم خفقة وهو في العريش ثم انتبه فقال ابشر يا أبا بكر أتاك نصر الله هذا جبريل آخذ بعنان فرس يقوده على ثناياه النقع * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله ولو أراكهم كثيرا لفشلتم ولتنازعتم في الامر قال لاختلفتم * وأخرج
(١٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 ... » »»
الفهرست