الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ٢٠٠
ولكن الله ألف بينهم * وأخرج أبو الشيخ عن الأوزاعي قال كتب إلى قتادة ان يكن الدهر فرق بيننا فان إلفة الله الذي ألف بين المسلمين قريب * قوله تعالى (يا أيها النبي حسبك الله) الآية * أخرج البزار عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما أسلم عمر رضي الله عنه قال المشركون قد انتصف القوم منا اليوم وأنزل الله يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين * وأخرج الطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس قال لما أسلم مع النبي صلى الله عليه وسلم تسعة وثلاثون رجلا وامرأة ثم إن عمر رضي الله عنه أسلم فصاروا أربعين فنزل يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال لما أسلم مع النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة وثلاثون رجلا وست نسوة ثم أسلم مع النبي صلى الله عليه وسلم عمر نزلت يا أيها النبي حسبك الله الآية * وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه قال لما أسلم عمر رضي الله عنه أنزل الله في اسلامه يا أيها النبي حسبك الله * وأخرج ابن إسحاق وابن أبي حاتم عن الزهري رضي الله عنه في قوله يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين قال فقال نزلت في الأنصار * وأخرج البخاري في تاريخه وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الشعبي رضي الله عنه في قوله يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين قال حسبك الله وحسبك من اتبعك * وأخرج أبو محمد إسماعيل بن علي الحطبي في الأول من تحديثه من طريق طارق عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال أسلمت رابع أربعين فنزلت يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين * وأخرج عن مجاهد رضي الله عنه في الآية قال يقول حسبك الله والمؤمنون * قوله تعالى (يا أيها النبي حرض المؤمنين) * اخرج البخاري وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان من طريق سفيان عن عمرو بن دينار عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما نزلت ان يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وان يكن منكم مائة يغلبوا ألفا فكتب عليهم ان لا يفر واحد من عشرة وان لا يفر عشرون من مائتين ثم نزلت الآن خفف الله عنكم الآية فكتب ان لا يفر مائة من مائتين قال سفيان وقال ابن شبرمة رضي الله عنه وأرى الامر بالمعروف والنهى عن المنكر مثل هذا ان كانا رجلين أمرهما وان كانا ثلاثة فهو في سعة من تركهم * وأخرج البخاري والنحاس في ناسخه وابن مردويه والبيهقي في سننه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما نزلت ان يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين شق ذلك على المسلمين حين فرض عليهم ان لا يفر واحد من عشرة فجاء التخفيف الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فان تكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين فلما خفف الله عنهم من العدة نقص من الصبر بقدر ما خفف عنهم * وأخرج إسحاق بن راهويه في مسنده وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال افترض ان يقاتل كل رجل عشرة فثقل ذلك عليهم وشق عليهم فوضع عنهم ورد عنهم إلى أن يقاتل الرجل الرجلين فأنزل الله في ذلك أن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين إلى آخر الآيات * وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال افترض عليهم أن يقاتل كل رجل عشرة فثقل ذلك عليهم وشق عليهم فوضع عنهم ورد عنهم إلى أن يقاتل الرجل الرجلين فأنزل الله في ذلك أن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين إلى آخر الآيات * وأخرج وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما نزلت هذه الآية يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال ثقلت على المسلمين فأعظموا ان يقاتل عشرون مائتين ومائة ألفا فخفف الله عنهم فنسخها بالآية الأخرى فقال الان خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا الآية قال فكانوا إذا كانوا على الشطر من عدوهم لم ينبغ لهم ان يفروا منهم وان كانوا دون ذلك لم يجب عليهم قتالهم وجاز لهم ان يتحرزوا عنهم ثم عاتبهم في الأسارى وأخذ المغانم ولم يكن أحد قبله من الأنبياء عليهم السلام يأكل مغنما من عدو هو لله * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ان يكن منكم عشرون صابرون الآية قال ففرض عليهم ان لا يفر رجل من عشرة ولا قوم من عشرة أمثالهم فجهد الناس ذلك وشق عليهم فنزلت الآية الأخرى الآن خفف الله عنكم إلى قوله ألفين ففرض عليهم ان لا يفر رجل من رجلين ولا قوم من مثليهم ونقص من الصبر بقدر ما تخفف عنهم من
(٢٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 ... » »»
الفهرست