الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ١٩٥
* وأخرج الثعلبي عن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أراد الله ان يخلق الخيل قال للريح الجنوب انى خالق منك خلقا فاجعله عزا لأوليائي ومذلة على أعدائي وجمالا لأهل طاعتي فقالت الريح أخلق فقبض منها قبضة فخلق فرسا فقال له خلقتك عربيا وجعلت الخير معقودا بناصيتك والغنائم مجموعة على ظهرك عطفت عليك صاحبك وجعلتك تطير بلا جناح فأنت للطلب وأنت للهرب وسأجعل على ظهرك رجالا يسبحوني ويحمدوني ويهللوني تسبحن إذا سبحوا وتهللن إذا هللوا وتكبرن إذا كبروا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من تسبيحة أو تحميدة أو تكبيرة يكبرها صاحبها فتسمعه الا تجيبه بمثلها ثم قال سمعت الملائكة صنعة الفرس وعاينوا خلقها قالت رب نحن ملائكتك نسبحك ونحمدك فماذا لنا فخلق الله لها خيلا بلقا أعناقها كأعناق البخت فلما أرسل الله الفرس إلى الأرض واستوت قدماه على الأرض صهل فقيل بوركت من دابة أذل بصهيلك المشركين أذل به أعناقهم وأملاء به آذانهم وارعب به قلوبهم فلما عرض الله على آدم من كل شئ قال له اختر من خلقي ما شئت فاختار الفرس قال له اخترت أعزك وعز ولدك خالد اما خلدوا وباقيا ما بقوا بركتي عليك وعليهم ما خلقت خلقا أحب إلى منك ومنهم * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس رضي الله عنهما مثله سواء * وأخرج مالك والبخاري ومسلم والبيهقي في شعب الايمان عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الخيل لثلاثة لرجل أجر ولرجل ستر وعلى رجل وزر فاما الذي هي له أجر فرجل ربطها في سبيل الله فأطال لها في مرج أو روضة فما أصابت في طيلها ذلك من المرج أو الروضة كان له حسنات ولو أنها قطعت طيلها فاستنت شرفا أو شرفين كانت آثارها وأرواثها حسنات له ولو أنها مرت بنهر فشربت منه ولم يرد ان يسقيها كان ذلك حسنات له فهي لذلك أجر ورجل ربطها تغنيا ثم لم ينس حق الله في رقابها ولا ظهورها فهي لذلك ستر ورجل ربطها فخرا ورياء ونواء لأهل الاسلام فهي على ذلك وزر * وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم والبيهقي في الشعب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة والخيل ثلاثة خيل أجر وخيل وزر وخيل ستر فاما خيل ستر فمن اتخذها تعففا وتكرما وتجملا ولم ينس حق بطونها وظهورها في عسره ويسره وأما خيل الاجر فمن ارتبطها في سبيل الله فإنها لا تغيب في بطونها شيئا الا كان له أجر حتى ذكر أرواثها وأبوالها ولا تعدو في واد شوطا أو شوطين الا كان في ميزانه وأما خيل الوزر فمن ارتبطها تبذخا على الناس فإنها لا تغيب في بطونها شيئا الا كان وزرا عليه حتى ذكر أرواثها وأبوالها ولا تعدو في واد شوطا أو شوطين الا كان عليه وزر * وأخرج مالك وأحمد بن حنبل والطيالسي وابن أبي شيبة والبخاري ومسلم والنسائي وابن ماجة وابن حبان عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة * وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة عن عروة البارقي رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة قيل يا رسول الله وما ذاك قال الاجر والغنيمة * وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يلوي ناصية فرسه بإصبعه ويقول الخير معقود بنواصي الخيل إلى يوم القيامة * وأخرج النسائي وأبو مسلم الكشي في سننه عن سلمة بن نفيل رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة قيل يا رسول الله وما ذاك قال الاجر والغنيمة * وأخرج الطبراني والآجري في كتاب النصيحة عن أبي كبشة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة وأهلها معانون عليها والمنفق عليها كالباسط يده بالصدقة * وأخرج الطبراني عن سوادة بن الربيع الجرمي رضي الله عنه قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمرني بذود وقال عليك بالخيل فان الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة * وأخرج الطبراني عن أبي امامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخيل في نواصيها الخير والمغنم إلى يوم القيامة نواصيها أذناها وأذنابها مذابها * وأخرج ابن سعد في الطبقات وابن مند في الصحابة عن يزيد بن عبد الله بن عريب المليكي عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الخيل معقود في نواصيها الخير والنيل إلى يوم القيامة وأهلها معانون عليها والمنفق عليها كباسط كفيه في الصدقة لا يقبضها وأبوالها وأرواثها عند الله يوم القيامة
(١٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 ... » »»
الفهرست