الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ٢٠١
العدة * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله ان يكن منكم عشرون الآية قال كان يوم بدر جعل الله على المسلمين ان يقاتل الرجل الواحد منهم عشرة من المشركين لقطع دابرهم فلما هزم الله المشركين وقطع دابرهم خفف على المسلمين بعد ذلك فنزلت ألآن خفف الله عنكم يعنى بعد قتال بدر * وأخرج أبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه في قوله ان يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين قال نزلت في أهل بدر شدد عليهم فجاءت الرخصة بعد * وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه قال هذا الأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يوم بدر جعل كل رجل منهم يقاتل عشرة من الكفار فضجوا من ذلك فجعل على كل رجل منهم قتال رجلين تخفيف من الله عز وجل * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما في قوله ان يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين قال نزلت فينا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج الشيرازي في الألقاب وابن عدي والحاكم وصححه عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ ألآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا رفع * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قرأ وعلم أن فيكم ضعفا * وأخرج ابن مردويه عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قرأ وعلم أن فيكم ضعفا وقرأ كل شئ في القرآن ضعف * قوله تعالى (ما كان لنبي ان تكون له أسرى) الآيات * أخرج الحاكم وصححه عن أنس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ ان يكون له أسرى * وأخرج أحمد عن أنس رضي الله عنه قال استشار النبي صلى الله عليه وسلم الناس في الأسارى يوم بدر فقال إن الله أمكنكم منهم فقام عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال يا رسول الله اضرب أعناقهم فاعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا أيها الناس ان الله قد أمكنكم منهم وانما هم إخوانكم بالأمس فقام عمر رضي الله عنه فقال يا رسول الله اضرب أعناقهم فاعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم ثم عاد فقال مثل ذلك فقام أبو بكر الصديق رضي الله عنه فقال يا رسول الله نرى ان تعفو عنهم وان تقبل منهم الفداء فعفا عنهم وقبل منهم الفداء فنزل لولا كتاب من الله سبق الآية * وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه في هذه الآية قال استشار رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر رضي الله عنه فقال يا رسول الله قد أعطاك الظفر ونصرك عليهم ففادهم فيكون عونا لأصحابك واستشار عمر رضي الله عنه فقال يا رسول الله اضرب أعناقهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم رحمكما الله ما أشبهكما باثنين مضيا قبلكما نوح وإبراهيم أما نوح فقال رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا وأما إبراهيم فإنه يقول رب من تبعني فإنه منى ومن عصاني فإنك غفور رحيم * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي وحسنه وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن مسعود رضي الله عنه قال لما كان يوم بدر جئ بالأسارى فقال أبو بكر رضي الله عنه يا رسول الله قومك وأهلك استبقهم لعل الله ان يتوب عليهم وقال عمر رضي الله عنه يا رسول الله كذبوك وأخرجوك وقاتلوك قدمهم فاضرب أعناقهم وقال عبد الله بن رواحة رضي الله عنه انظروا واديا كثير الحطب فاضرمه عليهم نارا فقال العباس رضي الله عنه وهو يسمع ما يقول قطعت رحمك فدخل النبي صلى الله عليه وسلم ولم يرد عليهم شيئا فقال أناس يأخذ بقول أبى بكر رضي الله عنه وقال أناس يأخذ بقول عمر رضي الله عنه فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن الله ليلين قلوب رجال حتى تكون ألين من اللبن وان الله ليشدد قلوب رجال فيه حتى تكون أشد من الحجارة مثلك يا أبا بكر مثل إبراهيم عليه السلام قال من تبعني فإنه منى ومن عصاني فإنك غفور رحيم ومثلك يا أبا بكر مثل عيسى عليه السلام قال إن تعذبهم فإنهم عبادك وان تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ومثلك يا عمر كمثل نوح عليه السلام إذ قال رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا ومثلك يا عمر كمثل موسى عليه السلام إذ قال ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم أنتم عالة فلا ينفلتن منهم أحد الا بفداء أو ضرب عنق فقال عبد الله رضي الله عنه يا رسول الله الا سهيل بن بيضاء فإني سمعته يذكر الاسلام فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم فما رأيتني في يوم أخوف من أن تقع على الحجارة منى في ذلك اليوم حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا سهيل بن بيضاء فأنزل الله تعالى ما كان لبني ان تكون له أسرى حتى يثخن في الأرض إلى آخر الآيتين * وأخرج الطبراني وابن مردويه عن
(٢٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 ... » »»
الفهرست