تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ١٨٧
سورة الأعراف (113 117) منه فاتخذ غلمانا من بني إسرائيل فبعث بهم إلى قرية يقال لها الغوصاء يعلمونهم السحر فعلموهم سحرا كثيرا ووعد فرعون موسى موعدا فبعث إلى السحرة فجاؤوا ومعلمهم معهم فقال هل ماذا صنعت قال قد علمتهم سحرا لا يطيقه سحرة أهل الأرض إلا أن يكون أمر من السماء فإنه لا كاقة لهم به ثم بعث فرعون في مملكته فلم يترك في سلطانه ساحرا إلا أتى به واختلفوا في عددهم فقال مقاتل كانوا اثنين وسبعين اثنان من القبط وهما رؤساء القوم وسبعون من بني إسرائيل قال الكلبي كان الذين يعملونهم رجلين مجوسيين من أهل نينوى وكانوا سبعين غير رئيسهم وقال كعبت كانوا اثني عشر ألفا وقال السدي كاوا بضعة وثلاثين ألفا وقال عكرمة كانوا سبعين ألفا وقال محمد بن المنكدر كانوا ثمانين ألفا قال مقاتل كان رئيس السحرة شمعون وقا لان جريج كان رئيس السحرة يوحنا (وجاء السحرة فرعون) واجتمعوا (قالوا) لفرعون (إن لنا لأجرا) أي جعلا ومالا (إن كنا نحن الغالبين) قرأ أهل الحجاز وحفص (أن لنا) على الخبر وقرأ الباقون بالاستفهام ولم يختلفوا في الشعراء أنه مستفهم (قال) فرعون (نعم وإنكم لمن المقربين) في المنزلة الرفيعة عندي مع الأجر قال يعني أول من يدخل وآخر من يخرج (قالوا) يعني السحرة (يا موسى إما إن تلقي) عصاك (وإما أن نكون نحن الملقين) لعصينا وحبالنا (قال) موسى بل (ألقوا) أنتم (فلما ألقوا سحروا أعين الناس) أي صرفوا أعينهم ع إدراك حقيقة ما فعلوه من التمويه التخييل وهذا هو السحر (واسترهبوهم) أي أرهبوهم وأفزعوهم (وجاؤا بسحر عظيم) وذلك أنهم ألقوا حبالا غلاظا وشبا طوالا فإذا هي حيات كأمثال الجبال قد ملأت الوادي يركب بعضها بعضا وفي القصة أن الأرض كانت ميلا في ميل صارت حيات وأفاعي في أعين الناس (وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك) فألقاها فصارت حية عظيمة حتى سدت الأفق قال ابن زيد كان اجتماعهم بالإسكندرية ويقال بلغ ذنب الحية من وراء البحر ثم فتحت فاها ثمانين ذراعا (فإذا
(١٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 ... » »»