جهات ست محسوسة كذلك للإنسان الحقيقي وهو النفس المدركة للمعقولات جهات ست معقولة، وأخذه من جميع الجهات كناية عن عدم إبقاء طريق له في باب المناظرة وذلك لأنه أشار إلى أن خروجه لم يكن مشروعا بأن أباه وأخاه مع كونهما أفضل منه لم يخرجا، ثم صرح بذلك حيث حكم بنجاة المتخلف عنه وهلاك الخارج معه مع الإيماء إلى وجود حجة غيره، ثم دفع ما تمسك به على عدم وجوده من أن أباه لم يخبره به بأن عدم الاخبار للشفقة والخوف من النار لعدم إطاعته مع التصريح بأن أباه أخبر به غيره وهو المقصود بذكر هذا الحديث. في هذا الباب ويمكن أن يكون قوله (والخارج معك هالك) أخذا من بين يديه وقوله «فالمتخلف عنك ناج» أخذا من خلفه وقوله «إن كان أباك وأخاك خرجت معه» أخذا عن يمينه ويساره وقوله «أخبرني» يعني بالحجة أخذا من فوقه وقوله «لم يخبرك خاف عليك أن لا تقبله فتدخل النار» أخذا من تحته. وفي هذه الرواية دلالة واضحة على ذم زيد (1) وقال الفاضل الأسترآبادي في كتاب الرجال: هو جليل
(١٠٦)