الأحكام - الإمام يحيى بن الحسين - ج ٢ - الصفحة ٥٢١
الطهور ثم مشى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله فهلك فيما بينه وبين ذلك ورجل خرج حاجا أو معتمرا إلى بيت الله، ورجل خرج مجاهدا في سبيل الله).
قال يحيى بن الحسين رضي الله عنه: هذا أعظمهم حظرا عند الله ورجل ضارب في الأرض يطلب من فضل الله ما يكفي به نفسه أو يعود به على عياله، ورجل قام في جوف الليل بعدما هدأت كل عين فأسبغ الطهور ثم قام إلى بيت من بيوت الله فهلك فيما بينه وبين ذلك.
باب القول في الاستغفار قال يحيى بن الحسين صلوات الله عليه: بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: أن رجلا أتاه فشكا إليه بعض ما يكون منه فقال له: أين أنت عن الاستغفار؟ ثم قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من ختم يومه يقول عشر مرات أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه اللهم اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم إلا غفر الله له ما كان من يومه أن قالها في ليل إلا غفر الله له ما كان من ليله.
قال يحيى بن الحسين رضي الله عنه: ذلك لمن كان تائبا منيبا مخلصا له توبته، فأما من كان عاصيا مقيما على المعاصي غير مقلع عنها ولا تائب إلى الله مخلصا منها فلو استغفر الله سبحانه في كل يوم وليلة مائة ألف ألف مرة لم يغفر الله له وكيف يغفر له ذنبا وهو مقيم عليه، أو يكون راجعا إلى الله منه وهو داخل فيه، ألم يسمع إلى قول الله عز وجل حين يقول: * (إنما يتقبل الله من المتقين) * (1) فحكم بالتوبة والمغفرة لمن خرج إلى الله بالتوبة من المعصية، فاما من أقام على كبائر

(٥٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 515 516 517 519 520 521 522 523 524 525 526 ... » »»
الفهرست