الأحكام - الإمام يحيى بن الحسين - ج ٢ - الصفحة ٥٢٢
العصيان واستغفر الله مما هو مقيم عليه من مخالفة الواحد الرحمان فإنما ذلك عند الله مخادع لنفسه معرض عن رشده يقول ما لا يفعل ويستغفر الله مما يعمل * (يخادعون الله والذين آمنوا وما يخادعون إلا أنفسهم ما يشعرون في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم) * (*) أما سمعوا الله سبحانه يقول في أولئك ومن كان دونهم من أهل الخطايا مثلهم: * (إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما، وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك اعتدنا لهم عذابا أليما) * (2) فكفى بهذا القول من الله ومثله بيانا ونورا وهدى وضياء لمن أراد الحق والاهتداء.
باب القول في الاستئذان قال يحيى بن الحسين صلوات الله عليه: إذا استأذن المسلم على المسلمين في دارهم فليستأذن وهو متنحي عن الباب ولا ينظر إلى ما وراء الباب ولا ما وراء الدار ولا ما في البيت فإن الاستيذان إنما جعل خوفا من نظر العينين إلى ما لا يحب صاحب البيت أن يراه غيره، والاستئذان ثلاث مرات إما بالتسليم على أهل الدار، وإما بأن يقول المستأذن ندخل عليكم فالأولة تنبيه لمن في الدار وانذار واعذار، وأما الثانية يتأهب فيها الناس ويأخذون لباسهم، والثالثة يجيبون فيها بأدخل أو لا تدخل، فإن أذن له دخل وإن قيل له ارجع رجع وفي ذلك ما يقول الله سبحانه:
* (يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا

(٢) النساء ١٧.
(*) البقرة 8.
(٥٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 516 517 519 520 521 522 523 524 525 526 527 ... » »»
الفهرست