واقع التقية عند المذاهب والفرق الإسلامية من غير الشيعة الإمامية - ثامر هاشم حبيب العميدي - الصفحة ١٣٧
قال الدكتور محمد خليل هراس - في هامشه، معلقا عليه -: يظهر أن سعيدا رحمه الله كان لا يرى دفع الزكاة إلى ولاة بني أمية، ولهذا سكت.
ومن تقيته أيضا، ما أخرجه الحافظ أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الزيدي الجارودي الحافظ (ت / 333 ه‍) في أول كتاب الولاية، عن شيخه إبراهيم بن الوليد بن حماد، عن يحيى بن يعلى، عن حرب بن صبيح عن ابن أخت حميد الطويل، عن ابن جدعان، عن سعيد بن المسيب قال: قلت لسعد ابن أبي وقاص: إني أريد أن أسألك عن شئ وإني أتقيك؟
قال: سل عما بدا لك، فإنما أنا عمك، قال: قلت: مقام رسول الله (ص) فيكم يوم غدير خم؟ قال: نعم، قام فينا بالظهيرة، فأخذ بيد علي بن أبي طالب فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه. اللهم وال من والاه. وعاد من عاداه، فقال أبو بكر وعمر: أمسيت يا ابن أبي طالب مولى كل مؤمن ومؤمنة.
قال العلامة الأميني بعد أن أورده - وتقية زيد بن أرقم لهذا الحديث كما مر -: فإن الظاهر من هذه كلها انه كان بين الناس للحديث معنى لا يأمن معه راويه من أن يصيبه سوء أولدته العداوة للوصي - صلوات الله عليه - في العراق وفي الشام (1).
38 - تقية الملايين من سيف الحجاج (ت / 95 ه‍):
لا يخفى أن التقية هي الباعث الأول والأخير للمؤمنين - الذين لا يجدون مفرا عنها - على إطاعتهم للمتسلط الظالم والانقياد إلى أوامره، وهذا مما لا ينبغي الشك فيه، لأن تصور أي مبرر آخر لتلك الطاعة وذلك الانقياد، لا بد

(1) الغدير / الأميني 1: 380.
(١٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 131 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 ... » »»