واقع التقية عند المذاهب والفرق الإسلامية من غير الشيعة الإمامية - ثامر هاشم حبيب العميدي - الصفحة ١٤١
صدور الذنب منهم ولا أحد يجيبه منهم، اما من يتجرأ - من المتزلفين - على القول، فإنه يصف الحجاج بصفات الأنبياء.
2 - ان تلك الخطب لا شك كان يسمعها عدد من الصحابة وكثير من التابعين، ولم ينكروا عليه شيئا خصوصا فيما ورد فيها مخالفا لشرع الله تعالى وسنة نبيه الكريم صلى الله عليه وآله وسلم.
3 - ان الحجاج كان يعلم باتقاء أهل مكة والمدينة والطائف والبصرة والكوفة وما بينهما منه، لا سيما وقد صرح هو بنفسه بهذه الحقيقة فقال: ألا وانكم ستقولون بعدي مقالة لا يمنعكم من إظهارها إلا مخافتي.
39 مجاهد بن جبر المكي (ت / 103 ه‍):
وهو من كبار التابعين في التفسير باعتراف سائر العلماء من الشيعة وأهل السنة - وقد امتدحه الشيخ الطوسي (ت / 460 ه‍) في مقدمة التبيان فقال: من المفسرين من حمدت طرائقه، ومدحت مذاهبه، كابن عباس، والحسن، وقتادة، ومجاهد وغيرهم (1).
وقد نص القرطبي في الآية الأولى في الفصل الأول على أن مجاهدا كان يقرأ: (إلا أن تتقوا منهم تقية) في موضع (تقاة)، وكيف بمن يقرؤها هكذا لا يرى جواز التقية بعدئذ ؟ وقد مر في بيان دلالة هذه الآية على التقية تفسيره لها مما يشير إلى جواز التقية عنده فيما دون سفك الدم الحرام، ونهب الأموال (2).

(١) التبيان في تفسير القرآن / الطوسي ١: ٦ - من المقدمة.
(٢) راجع دلالة الآية الأولى - في الفصل الأول - على التقية، عند القرطبي المالكي، والطبري.
(١٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 ... » »»