واقع التقية عند المذاهب والفرق الإسلامية من غير الشيعة الإمامية - ثامر هاشم حبيب العميدي - الصفحة ١٢٩
وقد أثبت الرازي الشافعي بطلان جميع الوجوه التي احتج بها من ذهب إلى هذا الرأي من الفقهاء، واحتمل أن يكون خبر الصحابي أنس قد صدر تقية منه لأنه كان يخشى الأمويين، لا سيما وانه أدرك من ظلمهم ما يزيد على خمسين سنة، ويؤيده ائتمامه بهم، وأنى للمأموم أن يخالف الإمام فيما يقرأ؟
قال الرازي الشافعي - في المسائل الفقهية المستنبطة من الفاتحة، في الجواب عن خبر أنس بن مالك أنه ليس البسملة من الفاتحة - ما نصه:
والجواب عن خبر أنس من وجوه:
الأول: قال الشيخ أبو حامد الإسفرائيني: روي عن أنس في هذا الباب ست روايات. أما الحنفية فقد رووا عنه ثلاث روايات:
إحداها: قوله: صليت خلف رسول الله (ص)، وخلف أبي بكر، وعمر، وعثمان فكانوا يستفتحون الصلاة ب‍ (الحمد لله رب العالمين).
وثانيتها: قوله: إنهم ما كانوا يذكرون (بسم الله الرحمين الرحيم).
وثالثتها: قوله: لم أسمع أحدا منهم قال: (بسم الله الرحمن الرحيم)، فهذه الروايات الثلاث تقوي قول الحنفية، وثلاث أخرى تناقض قولهم.
إحداها: ما ذكرنا إن أنسا روى أن معاوية لما ترك (بسم الله الرحمن الرحيم) في الصلاة، أنكر عليه المهاجرون والأنصار، وقد بينا إن هذا يدل على أن الجهر بهذه الكلمات كالأمر المتواتر فيما بينهم.
وثانيتها: روى أبو قلابة، عن أنس أن رسول الله (ص)، وأبا بكر، وعمر كانوا يجهرون ب‍ (بسم الله الرحمن الرحيم).
(١٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 124 125 126 127 128 129 130 131 133 134 135 ... » »»