واقع التقية عند المذاهب والفرق الإسلامية من غير الشيعة الإمامية - ثامر هاشم حبيب العميدي - الصفحة ١١٨
في غير موضعها، لأنه سبق وأن امتنع عن البيعة لأمير المؤمنين علي عليه السلام، وليس من المعقول جدا - ولا يوافقنا عليه أحد من المسلمين - ان يكون يزيد بن معاوية أحق بالخلافة من علي عليه السلام في نظر ابن عمر، أو أجدر منه عليها. لولا أنه أمن سوط علي عليه السلام واتقى ببيعته ليزيد خوفا من سيفه الذي يقطر دما.
ومن تقيته أيضا أنه كان يصلي خلف الظالمين ويأتم بهم. فقد أخرج البيهقي (ت / 458 ه‍) من طريق سعيد بن عبد العزيز، عم عمير بن هانئ قال: بعثني عبد الملك بن مروان بكتب إلى الحجاج فأتيته، وقد نصب على البيت أربعين منجنيقا فرأيت ابن عمر إذا حضر الصلاة مع الحجاج صلى معه، وإذا حضر ابن الزبير صلى معه فقلت: يا أبا عبد الرحمن أتصلي مع هؤلاء وهذه أعمالهم؟ فقال: يا أخا أهل الشام، ما أنا لهم بحامد، ولا نطيع مخلوقا في معصية الخالق (1).
وقال ابن سعد (ت / 230 ه‍) في طبقاته: لا يأتي أمير إلا صلى ابن عمر - خلفه، وأدى إليه زكاة ماله (2).
وأخرج ابن أبي شيبة (ت / 235 ه‍) من طريق قيس بن يونس، عن عمير بن هانئ قال: شهدت ابن عمر، والحجاج محاصر ابن الزبير، فكان منزل ابن عمر بينهما، فكان ربما حضر الصلاة مع هؤلاء، وربما حضر الصلاة مع هؤلاء (3).
وفي شرح العقيدة الطحاوية: وفي صحيح البخاري: ان عبد الله بن عمر

(1) السنن الكبرى / البيهقي 3: 122.
(2) الطبقات الكبرى / ابن سعد 4: 149.
(3) المصنف / ابن أبي شيبة 2: 378.
(١١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 ... » »»