واقع التقية عند المذاهب والفرق الإسلامية من غير الشيعة الإمامية - ثامر هاشم حبيب العميدي - الصفحة ١٢٦
اليمن (1) إلى آخر ما ذكره من جرائم بسر بن أرطاة.
وفي رواية ابن أبي الحديد المعتزلي الحنفي (ت / 656 ه‍) أكثر وضوحا لتقية جميع الأنصار والمهاجرين من بسر.
قال:.. ودخل بسر المدينة، فخطب الناس وشتمهم وتهددهم يومئذ وتوعدهم، وقال:
شاهت الوجوه! إن الله تعالى يقول: (وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها) الآية، وقد أوقع الله تعالى ذلك المثل بكم وجعلكم أهله - إلى أن قال - ثم شتم الأنصار، فقال: يا معشر اليهود وأبناء العبيد: بني زريق، وبني النجار، وبني سلمة، وبني عبد الأشهل، أما والله لأوقعن بكم وقعة تشفي غليل صدور المؤمنين.. ودعا الناس إلى بيعة معاوية فبايعوه... وتفقد جابر بن عبد الله، فقال: ما لي لا أرى جابرا! يا بني سلمة لا أمان لكم عندي، أو تأتوني بجابر، فعاذ جابر بأم سلمة - رضي الله عنها، فأرسلت إلى بسر بن أرطاة، فقال:
لا أؤمنه حتى يبايع، فقالت له أم سلمة: اذهب فبايع، وقالت لابنها عمر: اذهب فبايع، فذهبا فبايعاه (2).
ثم روى عن وهب بن كيسان كيف ان جابرا توارى من بسر، وكيف عاد إليه فبايعه وفيه انه قال: فلما أمسيت دخلت على أم سلمة فأخبرتها الخبر، فقالت: يا بني، انطلق فبايع، إحقن دمك ودماء قومك، فإني قد أمرت ابن أخي ان يذهب فيبايع، واني لأعلم أنها بيعة ضلال (3).

(١) تاريخ اليعقوبي ٢: ١٩٧ - ١٩٩.
(٢) شرح نهج البلاغة / ابن أبي الحديد ٢: ٩ - ١٠.
(٣) شرح نهج البلاغة ٢: ١٠، وفي هامشه: في تاريخ الطبري: فقال لها: ماذا ترين ؟ إني خشيت أن اقتل، وهذه بيعة ضلالة، فقالت: أرى أن تبايع، فإني قد أمرت ابني عمر بن أبي سلمة أن يبايع، وأمرت ختني عبد الله بن زمعة....
(١٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 ... » »»