واقع التقية عند المذاهب والفرق الإسلامية من غير الشيعة الإمامية - ثامر هاشم حبيب العميدي - الصفحة ١١٤
الإسلام وسائر المسلمين.
وسيأتي ما يدل عليه في بيان تقية الصحابي زيد بن أرقم (ت / 68 ه‍)، وتقية التابعي الزهري (ت / 124 ه‍) في كتمانهما ما يدل على مكانة علي بن أبي طالب عليه السلام من رسول الله (ص)، تقية من ظلم الأمويين.
وإذا كان كتمان حديث رسول الله (ص) المؤدي إلى اللعنة كما فهمه أبو هريرة لما في تتمة ما تلاه من الآية الكريمة جائزا في حال التقية عنده، فلك أن تقدر تقيته فيما وراء ذلك، إذ لا يسع المقام للاستزادة من تقية راوية الإسلام!
23 - تقية جمع من الصحابة من معاوية بن أبي سفيان (ت / 60 ه‍):
أخرج النسائي (ت / 303 ه‍) في سننه من طريق أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي، عن سعيد بن جبير قال: كنت مع ابن عباس بعرفات، فقال ما لي لا اسمع الناس يلبون؟
قلت: يخافون من معاوية!!
فخرج ابن عباس من فسطاطه، فقال: لبيك اللهم لبيك، لبيك فإنهم تركوا السنة من بغض علي (1).
وهذا الحديث صريح بأن جميع من حج من الصحابة والتابعين في ذلك الموسم الذي شهده معاوية قد اتقى من معاوية في ترك التلبية بعرفة إلا ما كان من ابن عباس رضي الله عنه.
24 - تقية جمع آخر من الصحابة من معاوية بن أبي سفيان:
في كتاب الغدير للعلامة الأميني تحقيق واسع حول طرق الحديث المروي

(١) سنن النسائي ٥: ٢٥٣ - كتاب المناسك، باب التلبية بعرفة.
(١١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 ... » »»