الجمع بين الصلاتين - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ١٢٢
وحين تصبحون (، وكون أول وقت صلاة الصبح طلوع الفجر هذا لا خلاف فيه.
نعم هناك من خالف في آخر وقتها في حين، آخر وقتها معين ومحدد بقوله تعالى في سورتي طه، وق (قبل طلوع الشمس (. فظهر لنا جليا أن صلاة الصبح أول وقتها الفجر، ويبقى مستمرا إلى ما قبل طلوع الشمس، فلو صلى المصلي صلاة الصبح قبل طلوع الشمس ولو بدقيقة واحدة فقد صلاها بوقتها المبين والظاهر المحدد في الآيات. نعم لا خلاف بين المسلمين أن الصلاة في أوائل الأوقات أفضل من أواخره.
وأما صلاتي الظهر والعصر فقد بينت آية سورة الإسراء أول وقتهما بقوله تعالى: (أقم الصلاة لدلوك الشمس (ودلوك الشمس (كما مر علينا تحقيقه) هو زوالها في منتصف النهار، وهو الذي نص عليه الإمامان الباقر والصادق عليهما السلام، وعليه اتفاق الشيعة، ووافقهم على هذا أكثر أهل السنة كما نص على ذلك الفخر الرازي، ومحمد عزة دروزة نفسه في تفسير الآية (1). وقد أشارت إلى أول وقت الظهر والعصر آية سورة هود بقوله (طرفي النهار (والطرف الثاني من النهار يبدأ من زوال الشمس ظهرا وينتهي بغروبها، وهو آخر وقت صلاة النهار: الظهر والعصر. وبينت أيضا آيتا طه، وق آخر وقتهما صراحة بقوله تعالى: (وقبل غروبها (وقوله: (وقبل الغروب (فعلى هذا يكون وقت صلاتي الظهر والعصر يبدأ من زوال الشمس ظهرا إلى غروبها تصريحا وتحديدا.

(1) التفسير الحديث ج 3 / 259.
(١٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 117 118 119 120 121 122 123 124 131 132 133 ... » »»