الجمع بين الصلاتين - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ١٢٠
قال الأستاذ محمد عزة دروزة في تفسيره (1)، عند تفسير آيتي (39، 40) من سورة " ق " تحت عنوان (تعليق على مدى العبارات القرآنية في تعيين أوقات الصلوات) ما يلي:
(وقد علق بعض المفسرين على ما احتوته الآيات (39، 40) من ذكر أوقات التسبيح التي أمر النبي (ص) بالتسبيح فيها بحمد ربه فقال: إنها بصدد أوقات الصلوات الخمس. ولقد تكرر الأمر والحث على ذكر الله وقراءة القرآن وإقامة الصلوات مقرونا بذكر أوقات معينة من الليل والنهار كما في آية هود هذه: (وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين ([114]، وفي آيات سورة الإسراء هذه: (أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا (78) ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ([78، 79]. وفي آيات سورة طه هذه: (فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى ([130]. ومع أن المتبادر من روح الآيات هو قصد الأمر بذكر الله وعبادته في جميع الأوقات فأن مما يحتمل أيضا أن يكون قد انطوى فيها قصد الصلوات الخمس المفروضة وأوقاتها. وإذا صح هذا ففيه دلالة على أن الصلوات الخمس في الليل والنهار مما كان ممارسا منذ عهد مبكر من البعثة، أو على الأقل فيه دلالة على أن النبي (ص) والمؤمنين كانوا يقيمون الصلاة في أوقات عديدة

(1) التفسير الحديث - السور مرتبة على حسب النزول - ج 2 / 45، ط دار إحياء الكتب العربية - 1381 ه‍.
(١٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 131 ... » »»