الجمع بين الصلاتين - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ١٠٩
ثالثها - أن التسبيح المأمور به في الآيتين هو إشارة إلى نوافل الصلوات المفروضة، أو إلى بعضها، ويذكرون منها ركعتين قبل صلاة الصبح نافلة لها، وفي ذلك حديث عن الإمامين أبي جعفر الباقر وأبي عبد الله الصادق (، ومنها صلاة الليل، وفي ذلك حديث آخر أيضا عن الإمامين M أنهما قالا: إن رسول الله (ص) كان يقوم من الليل ثلاث مرات فينظر في آفاق السماء ويقرأ الخمس آيات من آخر سورة آل عمران إلى قوله: (إنك لا تخلف الميعاد (ثم يفتتح صلاة الليل.. وفي تفسير علي بن إبراهيم (1): (وسبح بحمد ربك حين تقوم (قال: صلاة الليل (فسبحه (قال: قبل صلاة الليل (وإدبار النجوم (أخبرنا احمد بن إدريس عن احمد بن محمد عن أبن أبي نصر عن الرضا (قال: (وإدبار النجوم (أربع ركعات بعد المغرب (وأدبار السجود (ركعتان قبل صلاة الصبح.
وهذه الأقوال الثلاثة كلها محتملة، والله أعلم بحقيقة المراد منها.
ولكننا نقول إن التسبيح في الآية إذا كان أمرا بالصلاة المفروضة فتكون أوقاتها في الآية ثلاثة لا خمسة، وهذا ما مر علينا صريحا في روايات أهل البيت (ع) الذين هم مع القرآن والقرآن معهم في كل آياته (لن يفترقا) فاتبعهم.
أقوال وروايات أهل السنة في الآيتين الكريمتين:

(1) ج 2 / 333.
(١٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 ... » »»