قادتنا كيف نعرفهم - آية الله العظمى السيد محمد هادي الحسيني الميلاني - ج ٥ - الصفحة ٥٣٦
الملل والنحل
لأبي الفتح عبد الكريم بن أحمد الشّهرستاني الشافعي (479- 548). ولد ببلدة شهرستان في شمال خراسان، ونشأ بها وتلقّى العلوم على شيوخ عصره، وكان كثير الرحلات والانتقال من جهة إلى جهة والاجتماع بعلماء تلك الجهات، ودخل بغداد سنة 510 فأقام بها ثلاثة أعوام، ألقى في خلالها كثيراً من الدّروس النّافعة بالمدرسة النظاميّة، وعادا إلى بلده وتوفّي فيه.
له تصانيف، منها: «الملل والنحل»، ومن مستطرفاته ذكره الإختلافات المهمّة الواقعة قبيل وفاة النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وبعيدها بترتيب تاريخي موثوق لطيف قال: فأوّل تنازع وقع في مرضه عليه السّلام فيما رواه الإمام أبو عبد اللَّه محمّد بن اسماعيل البخاري بأسناده عن عبد اللَّه بن عباس، قال: «لمّا اشتدّ بالنّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، مرضه الّذي مات فيه قال: «ايتوني بدواة وقرطاس، أكتب لكم كتاباً لا تظلّوا بعدي». فقال عمر: «إنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، قد غلبه الوجع، حسبنا كتاب اللَّه» وكثر اللغط. فقال النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «قوموا عنّي لا ينبغي عندي التّنازع» قال ابن عبّاس:
«الرزيّة كلّ الرزيّة ما حال بيننا وبين كتاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
قال: الخلاف الثاني: في مرضه، إنّه قال: «جهّزوا جيش أسامة لعن اللَّه من تخلّف عنه» فقال قوم: يجب علينا امتثال أمره، وأسامة قد برز من المدينة. وقال قوم: قد اشتدّ مرض النّبي عليه الصّلاة والسّلام، فلا تسع قلوبنا مفارقته والحالة هذه فنصبر حتى نبصر أيّ شي ء يكون من أمره.
قال: الخلاف الثالث: في موته عليه الصّلاة والسّلام، قال عمر بن الخطّاب:
(٥٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 531 532 533 534 535 536 537 538 539 540 541 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة