قال: الخلاف التاسع: في أمر الشّورى واختلاف الآراء فيها، ووقعت في زمان عثمان اختلافات كثيرة وأخذوا عليه أحداثاً كلّها محالة على بني أميّة حتّى أتى قدره عليه، وقتل.
قال: الخلاف العاشر: في زمان أميرالمؤمنين علي رضي اللَّه عنه بعد الإتفاق عليه وعقد البيعة له، فأوّله، خروج طلحة بو الزّبير، إلى مكّة، ثمّ حمل عائشة الى البصرة، ثمّ نصب القتال معه، ويعرف ذلك بحرب الجمل، والحقّ انّهما رجعا وتابا، اذ ذكّرهما أمراً فتذكراه، فأما الزّبير فقتله ابن جرموز بقوس وقت الانصراف وهو في النار لقول النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «بشّر قاتل ابن صفيّة بالنّار» وامّا طلحة: فرماه مروان بن الحكم بسهم وقت الاعراج فخرّ ميّتاً. وامّا عائشة:
فكانت محمولة على ما فعلت، ثمّ تابت بعد ذلك ورجعت.
والخلاف بينه وبين معاوية، وحرب صفّين، ومخالفة الخوارج، وحمله على التّحكيم ومغادرة عمرو بن العاص أبا موسى الأشعري وبقاء الخلاف إلى وقت وفاته مشهور. وكذلك الخلاف بينه وبين الشراة المارقين بالنّهروان عقداً وقولًا، ونصب القتال معه فعلًا ظاهراً معروف. وبالجملة، كان عليٌّ رضي اللَّه عنه مع الحقّ والحقّ معه، وظهر في زمانه الخوارج عليه مثل الأشعث بن قيس ومسعود بن فدكي الّتميمي. وزيد بن حصين الطآئي، وغيرهم. وكذلك ظهر في زمانه الغلاة في حقّه، مثل عبد اللَّه بن سبا وجماعة معه. ومن الفريقين ابتدأت البدعة والضّلالة، وصدق فيه قول النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «يهلك فيه اثنان: محبٌّ غال، ومبغضٌ قال».
وكتاب «الملل والنحل» مطبوع غير مرّة.
مقدّمة الكتاب، بقلم محمّد سيّد گيلاني. معجم البلدان، ج 3