قادتنا كيف نعرفهم - آية الله العظمى السيد محمد هادي الحسيني الميلاني - ج ٥ - الصفحة ٢٩٥
بفضل ربّي كثير من الأصول المعتبرة الّتي كان عليها معوّل العلماء في الأعصار الماضية واليها رجوع الأفاضل في القرون الخالية، فألفيتها مشتملة على فوائد جمّة خلت عنها الكتب المشهورة المتداولة، واطّلعت فيها على مدارك كثير من الأحكام عترف الأكثرون يخلوّ كلّ منها عمّآ يصلح أن يكون مأخذاً له، فبذلت غاية جهدي في ترويجها وتصحيحها وتنسيقها وتنقيحها.
ولمّا رأيت الزّمان في غاية الفساد، ووجدت أكثر أهلها حائدين عمّا يؤدّي إلى الرّشاد، خشيت أن ترجع عمّآ قليل إلى ما كانت عليه من النّسيان والهجران، وخفت أن يتطرّق إليه التشتّت لعدم مساعدة الدّهر الخوّان. ومع ذلك كانت الأخبار المتعلّقة بكلّ مقصد منها متفرّقاً في الأبواب متبدّداً في الفصول قلّما يتيسّر لأحد العثور على جميع الأخبار المتعلّقة بمقصد من المقاصد منها، ولعلّ هذا أيضاً كان أحد أسباب تركها وقلّة رغبة النّاس في ضبطها، فعزمت- منها، ولعلّ هذا أيضاً كان أحد أسباب تركها وقلّة رغبة الناس في ضبطها، فعزمت- بعد الاستخارة من ربّي والاستعانة بحوله وقوّته والاستمداد من تأييده ورحمته- على تأليفها ونظمها وترتيبها وجمعها في كتاب متّسقة الفصول والأبواب مضبوطة المقاصد والمطالب على نظام غريب وتأليف عجيب، لم يعهد مثله في مؤلّفات القوم ومصنّفاتهم، فجاء بحمد اللَّه كما أردت على أحسن الوفاء وأتاني بفضل ربّي فوق ما مهّدت وقصدت على أفضل الرّجاء، فصدّرت كلّ باب بالآيات المتعلّقة بالعنوان ثمّ أوردت بعدها شيئاً ممّا ذكره بعض المفسّرين فيها إن احتاجت إلى التفسير والبيان.
ثمّ انّه قد حاز كلّ باب منه امّآ تمام الخبر المتعلّق بعنوانه أو الجزء الذي يتعلّق به، مع ايراد تمامه في موضع آخر أليق به أو الإشارة إلى المقام المذكور فيه، لكونه
(٢٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 290 291 292 293 294 295 296 297 298 299 300 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة