شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - الصفحة ١٦٣
قوله: في التعين... ص 79، س 22 اعلم، أن الذات من حيث هي لا تعين لها أصلا، فإن التعين من آثار التجليات الأسمائية. فأول التعينات هو التعين بالأسماء الذاتية في الحضرة الأحدية الغيبية، و بهذا يمتاز الحضرة الأحدية عن الحضرات الأخر، ثم بهذا التعين صارت مبدء للتجلي الأسمائي، فوقع التجليات الأسمائية في الحضرة العلمية، فتعين كل اسم بمقامه الخاص به. والتعين قد يكون وجوديا، كالتعين بالأسماء الجمالية، وقد يكون عدميا، كالتعين بالأسماء الجلالية، وقد يكون مركبا. بل كل التعينات لها شائبة التركيب، فإن تحت كل جمال جلال وبالعكس. وأيضا قد يكون التعين فرديا، كالتعين بالأسماء البسيطة، وقد يكون جمعيا. والجمعي قد يكون محيطا، وقد لا يكون. وما يكون له أحدية جمع التعينات هو الاسم الأعظم والإنسان الكامل.
قوله: والحضرات الخمس... ص 87، س 2 يقال لها (الحضرة) باعتبار حضورها في المظاهر وحضور المظاهر لديها، فإن العوالم محاضر الربوبية ومظاهرها، ولذا لا يطلق على الذات من حيث هي (الحضرة)، لعدم ظهورها وحضورها في محضر من المحاضر وفي مظهر من المظاهر. وأما المقام الغيب الأحدي فله الاسم والمظهر والظهور حسب الأسماء الذاتية والرابطة الغيبية الأحدية بينها وبين الموجودات بالسر الوجودي الغيبي. وسيأتي بيان الحضرات على مشربنا العرفاني.
قوله: وعالمها عالم الأعيان... ص 88، س 4 ما ذكره الشارح من ترتيب العوالم لم يكن مطابقا للذوق العرفاني، بل أول الحضرات حضرة (الغيب المطلق)، أي، حضرة أحدية الأسماء الذاتية، وعالمها هو (السر الوجودي) الذي له الرابطة الخاصة الغيبية مع الحضرة الأحدية. ولا يعلم أحد كيفية هذه الرابطة المكنونة في علم غيبه. وهذا السر الوجودي أعم من السر الوجودي العلمي الأسمائي والعيني الوجودي. وثانيها، حضرة (الشهادة المطلقة)، وعالمها عالم الأعيان في الحضرة العلمية والعينية. وثالثها، حضرة (الغيب المضاف الأقرب إلى الغيب المطلق)، وهي الوجهة الغيبية الأسمائية، وعالمها الوجهة
(١٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 169 ... » »»