سبحانه أن يكون جميع ما فيها بحسب نعتها لها بدء وختام. وكان من جملة ما فيها تنزيل الشرائع، فختم الله هذا التنزيل بشرع محمد، صلى الله عليه وسلم، فكان خاتم النبيين، وكان الله بكل شئ عليما. وكان من جملة ما فيها الولاية العامة ولها بدء من آدم، فختمها الله بعيسى، فكان الختم يضاهي البدء:
(إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم). فختم بمثل ما به بدأ: كان البدء لهذا الأمر بنبي مطلق، وختم به أيضا). هذا كلامه. وما يدل على هذا المعنى من كلامه أكثر من أن يحصى.
وبعض المحققين حمل قوله: (وعلى قدم شيث يكون آخر مولود) على آخر مراتب الطور الإنساني. وقال (44): (بعد هذه المرتبة لا يكون إلا طور باقي الحيوانات: فيكونوا حيوانا في صور الأناسي. ثم تقوم عليهم القيامة بابتداء الدورة ومضى زمان الخفاء والظلمة). وصرح بعض القائلين بهذا المعنى بأنه يكون بظهور آدم آخر طلوع الصبح من أيام يوم القيامة، (45) ثم ظهور لوامع