شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - الصفحة ٤٩١
الهادي وإليه المآب. فلنرجع إلى المقصود فنقول، قد سبق أن الإنسان جامع لجميع الحقائق الكونية والإلهية، فيكون نسخة منهما، فما يوجد في العالم الكبير لا بد وإن يكون في العالم الصغير الإنساني منه أنموذج. وقد ذكر الشيخ في كتابه المسمى بعنقاء المغرب: (وكنت نويت أن أجعل فيه أعني في كتابه المسمى بالتدبيرات الإلهية لما سبق ذكره ما أوضحه تارة وأخفيه، أين تكون من هذه النسخة الإنسانية والنشأة الروحانية مقام الإمام المهدى المنسوب إلى بيت النبي، صلى الله عليه و سلم، المقامي والطيني، وأين يكون أيضا منها خاتم الأولياء وطالع الأصفياء، إذ الحاجة إلى معرفة هذين المقامين في الإنسان آكد من مضاهاة الأكوان الحدثان.
فجعلت هذا الكتاب لمعرفة هذين المقامين. ومتى تكلمت على هذا، فإنما أذكر العالمين ليتبين الأمر عند السامع في الكبير الذي يعرفه ويعقله، ثم أضاهيه بسره المودع في الإنسان ينكره ويجهله). هذا كلامه (رض). وأنا أذكر ما يسر الله لي في ذلك بالنسبة إلى العالمين.
أما بالنسبة إلى (الكبير) فقوله: (وعلى قدم شيث، عليه السلام، يكون آخر مولود) (48) أي، ما يولد آخرا من هذا النوع الإنساني يكون وليا حاملا أسراره

(48) - قوله: (على قدم شيث يكون...). أقول: اعلم أن في هذه العبارة التي أوردها الشيخ على سبيل الرمز إشارات إلى وجود خاتم الأولياء بالولاية المطلقة المحمدية. و (النوع) في اصطلاح هذه الطائفة (الجمعية). والمراد من النوع الإنساني الحقيقة الجامعة منه، وهي الحقيقة المحمدية، صلى الله عليه وآله. فنقول: تشريح العبارة الشريفة، التي كالدرة اليتيمة، أن لهذه الحقيقة الجمعية ظهورات في صور الأنبياء والأولياء. و (التولد) المفهوم من كلام الشيخ عبارة عن ظهور هذه الحقيقة وتجليها. ولما كان الشيث مبدأ لظهور العطايا الأسمائية، فأول ظهور هذه الحقيقة من حيث العطايا في صورة الشيثية، كما قال:
(وعلى قدم الشيث). قوله: (وآخر مولود). اعلم، أن لهذه الحقيقة الجمعية ظهورات في صور الأولياء بالولاية الخاصة المحمدية، وهي الصور الاثني عشر على حذو مراتب هذه الحقيقة من حيث الصعود والنزول، فإن لها في الصعود مراتب ستة وكذا في النزول. و المبدأ لظهورها الولوية، من حيث النزول، هو الصورة العلوية العليا وهي المظهر التام لجمعية هذه الحقيقة. وهكذا في صورة بعد صورة مع ظهور الكمالات المناسبة للصورة الظاهرة فيها، إلى أن تظهر في صورة الجعفرية، عليه السلام، المتنزلة منزلة الناسوتية لهذه الحقيقة من حيث إن نشر العلوم وبروز الأحكام قد حصل من رتبة الجعفرية، فهو المنتهى للمراتب النزولية. ثم مبدأ مراتب الصعودية هي الصورة الموسوية، أي، أبو إبراهيم موسى بن جعفر، عليه السلام. وهكذا إلى أن تظهر في صورة المهدوية، أرواحنا فداه، المنزلة منزلة (أو أدنى) لهذه الحقيقة، وهو المنتهى للظهور في المراتب الصعودية، والخاتم الأولياء بالولاية المعهودة، وهو المراد من قول الشيخ: (آخر مولود يولد). وهو الحامل للأسرار السابقين واللاحقين، الجامع لكمالاتهم كلها، وهو الذي ليس لهذه الحقيقة ظهور بغيره، كما قال الشيخ: (ولد بعد ولد (أي وارث) في هذا النوع وهو خاتم الأولاد).
أي خاتم الظهورات. و (تولد معه أخت) أي، تظهر مع حقيقة الجمعية لخاتم الأولياء حيثية مادية سابقة على ظهور الحقيقة، سبقا بالزمان، بحيث كان مبدأ الحقيقة في الظهور متصلا بمنتهى ظهور المادة. والمراد من (الأخت) هي المادة، و (الرأس) هو المبدأ، و (الرجل) هو المنتهى. قوله: (ويكون مولده بالصين) إشارة إلى بعد مرتبته عن سائر المراتب، لأن مرتبته مرتبة (أو أدنى). لأنه الوارث لهذا المقام ولغته ولسانه لسان الجمعية.
وقوله: (يسرى العقم في الرجال...) إشارة إلى أنه كلما اقترن الفعليات والانفعالات لم يحصل ظهور أصلا، ويدعو الخاتم من سواه إلى مقام الجمعية فلا يجاب لعدم القابلية و الاستعداد، وإن قيامته بحكم الجمعية الوجودية قائمة. وإذا رجع إلى الله مع مؤمني زمانه، فلا يبقى لمن سواه حكم، وأن أعمالهم على مقتضى شهوتهم وتقوم القيامة على الأشرار، وشر الناس من قامت عليه القيامة وهو حي.
اين تعليقه را به خط مرحوم استادم، حاج شيخ مهدى امير كلاهى، در ورقه‌اى كوچك يافتم. گويا قسمتى از آن تقرير مرحوم استاد بزرگ أو، آقا ميرزا هاشم اشكورى، در درس باشد. مرحوم حاج شيخ مهدى مازندرانى از قرار تعليقاتى كه در نوشتجات آن مرحوم توسط فرزند بزرگ أو در اختيار حقير قرار گرفته است، شرح قيصرى بر فصوص را با دقت توأم با كار فراوان بخوبى نزد آقا ميرزا هاشم اشكورى فرا گرفته بود، وما غافل از اين مهم بوديم، چه آنكه آن زمان شرح منظومه وشوارق ومدتى اسفار تدريس مى نمودند. تعليقه أو بر آخر (فص شيئى) مطابق است با آنچه كه استاد آقا ميرزا هاشم با اختصار آن را بيان كرده اند. وقيصرى در اين قسمت نيز حدود دو صفحه در تفسير (على قدم شيث يكون آخر أولاد) مفصل مطلب نوشته است كه با مبناى شيخ تطابق ندارد وتوجه به گفته استاد خود نكرده است كه گويد: (وأما ختم الآباء فهو المهدى الموعود، عليه السلام). 9 تير ماه 1368 در منزل حضرت آقاى فرزانه فر، حاج آقا رضا، زعفرانيه شميران، تحرير شد. (ج)
(٤٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 486 487 488 489 490 491 493 494 495 497 498 ... » »»