للنفس، إذ بهما تسعى في ميدان لذاتها وشهواتها. فإذا ظهرت وتمت ولادته، رباه الروح الكلى بلبان العلوم اللدنية والمعارف الحقيقية حتى إذا بلغ أشده واستخرج كنزه صار داعيا للنفس وقواها إلى مرتبة الجمع الإحاطي ومقام الاسم الإلهي.
ولم يكن للنفس وقواها استعداد تلك المرتبة الجامعة الكلية لتقيدها بما يعطى استعدادها، فلا يجاب ويسرى العقم في الرجال والنساء، أي، في القوى الفاعلة والمنفعلة التي للنفس، فلا يتولد مولود يكون في مرتبة القلب وكماله، فهو خاتم الأولاد الذين لهم استعداد الكمال وقوة ظهور سر أبيهم فيهم. فإذا قبضه الله بإفنائه فيه بالتجلي الذاتي والانجذاب إليه بشهود نور الجمال الإلهي مع عدم الرد إلى مقام البقاء مرة أخرى، وقبض مؤمني زمانه، وهو القوى الروحانية والقلبية بذلك التجلي، بقى من بقى من النفس وقواها مثل البهائم والحيوانات العجم لعدم استعداده الترقي إلى مقام يترقى إليه القلب. لا يعرفون الظلمة من النور ولا يميزون بين ما يوجب الترح والسرور، فيشتغلون بمقتضى استعدادهم، خيرا كان أو شرا، ويتصرفون بحكم الطبيعة بالشهوة المحضة مجردة عن العقل والشرع اللذين هما النور الإلهي، إذ استعدادهم لا يعطى إلا ذلك. كما يشاهد من أحوال المجذوبين من عدم التميز في الحركات والسكنات والحل والحرمة والعرى والستر. فعليهم يقوم الساعة، وهي القيامة الصغرى 50) هذا بالنسبة