بداية الحكمة - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ٢٢٢
جوهرية جزئية صادرة من آخر العقول الطولية، وهو العقل الفعال عند المشائين (1) أو من العقول العرضية على قول الإشراقيين (2)، وهي متكثرة حسب تكثر الجهات في العقل المفيض لها، متمثلة لغيرها بهيئات مختلفة، من غير أن ينثلم باختلاف الهيئات في كل واحد منها وحدته الشخصية.
الفصل الرابع عشر في العالم المادي وهو العالم المشهود، أنزل مراتب الوجود وأخسها، ويتميز من غيره بتعلق الصور الموجودة فيه بالمادة وارتباطها بالقوة والاستعداد، فما من موجود فيه إلا وعامة كمالاته في أول وجوده بالقوة، ثم يخرج إلى الفعلية بنوع من التدريج والحركة، وربما عاقه من ذلك عائق، فالعالم عالم التزاحم والتمانع.
وقد تبين بالأبحاث الطبيعية والرياضية إلى اليوم شئ كثير من أجزاء هذا العالم والأوضاع والنسب التي بينها والنظام الحاكم فيها، ولعل ما هو مجهول منها أكثر مما هو معلوم.
وهذا العالم، بما بين أجزائه من الارتباط الوجودي، واحد سيال في ذاته متحرك بجوهره، ويتبعه أعراضه، وعلى هذه الحركة العامة حركات جوهرية خاصة نباتية وحيوانية وإنسانية، والغاية التي تقف عندها هذه الحركة هي التجرد التام للمتحرك، كما تقدم في مرحلة القوة والفعل (3).

(١) راجع الفصل الرابع والفصل الخامس من المقالة التاسعة من إلهيات الشفاء، والنجاة:
٢٧٣ - ٢٧٨، والمبدأ والمعاد للشيخ الرئيس: ٧٥ - ٨٢.
(٢) راجع حكمة الإشراق: ١٤٣ - ١٤٤، والمطارحات: ٤٥٥ - ٤٥٩.
(٣) راجع الفصل الحادي عشر من المرحلة العاشرة.
تم ما تيسر لنا من التحقيق والتعليق على كتاب " بداية الحكمة ". والحمد لله رب العالمين.
عباس علي الزارعي السبزواري قم المقدسة - 12 ذي الحجة 1418 ه‍ ق، 21 / 1 / 1377 ش.
(٢٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 » »»