بداية الحكمة - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ٢٢٠
أن هناك صورة جوهرية هي المبدأ القريب لها، كما أن الأعراض المشتركة دليل على أن هناك موضوعا مشتركا.
ففاعل النظام الجاري في النوع هو صورته النوعية، وفاعل الصورة النوعية - كما تقدم (1) - جوهر مجرد يفيضها على المادة المستعدة، فتختلف الصور باختلاف الاستعدادات، وأما أن هذا الجوهر المجرد عقل عرضي يخص النوع ويوجده ويدبر أمره، أو أنه جوهر عقلي من العقول الطولية إليه ينتهي أمر عامة الأنواع، فليست تكفي في إثباته هذه الحجة.
ومنها: الإحتجاج على إثباتها بقاعدة إمكان الأشرف (2)، فإن الممكن

(1) في الفصل السابع من المرحلة السادسة.
(2) هذا الدليل أيضا أقامه الشيخ الإشراقي في حكمة الإشراق: 143. وراجع شرح حكمة الإشراق: 348 - 349.
واعلم أن قاعدة إمكان الأشرف موروثة من المعلم الأول.
قال صدر المتألهين: " وهذا أصل شريف برهاني، عظيم جدواه، كريم مؤداه، كثير فوائده، متوفر منافعه، جليل خيراته وبركاته.
وقد نفعنا الله (سبحانه) به نفعا كثيرا بحمد الله وحسن توفيقه. وقد استعمله معلم المشائين ومفيدهم صناعة الفلسفة في آثولوجيا كثيرا، وفي كتاب السماء والعالم حيث قال - كما هو المنقول عنه -: يجب أن يعتقد في العلويات ما هو أكرم. وكذا الشيخ الرئيس في الشفاء والتعليقات، وعليه بنى في سائر كتبه ورسائله ترتيب نظام الوجود وبيان سلسلة البدء والعود. وأمعن في تأسيسه الشيخ الإشراقي إمعانا شديدا في جميع كتبه، كالمطارحات والتلويحات، وكتابه المسمى بحكمة الإشراق، حتى في مختصراته كالألواح العمادية والهياكل النورية، والفارسي المسمى بپرتونامه، والآخر المسمى بيزدان شناخت " انتهى كلامه في الأسفار 7: 244 - 245.
وراجع آثولوجيا: 73 - 75، والتعليقات للشيخ الرئيس: 21، والمطارحات: 434 - 435، وحكمة الإشراق: 154، والتلويحات: 31 - 32، والألواح العمادية: 149، والهياكل النورية:
101 - 104، وپرتونامه: 45 - 46، ويزدان شناخت: 413 - 418.
وهذه القاعدة حققها السيد الداماد في القبسات: 372 - 380، وصدر المتألهين في الأسفار 7: 244 - 258.
(٢٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 » »»