على التعب تاركا للهواء والعجب والحسد والشره والكذب والغضب والنميمة والكسل نظيفا عفيفا رفيقا وان يلهم نفسه الاقتدار على الأدب وان يأتي على آخره ولا يمل ولا يضعف ولا يقرأ في كتاب بين مغيب الشمس وقبل طلوع الفجر ولا في وقت يكون فيه الرواعد والزلازل والكسوف ولا عند نكبات الملوك ولا في مواضع نحسة ولا في وقت يدخل بينه وبين العلم رجل أو كلب أو سنور فإنها ساعات تجد فيها الشياطين الفرصة.
الباب الرابع في حسن تقدير العلاج والتوقي من العجلة فيه قال ولا ينبغي لاحد ان يعجل بالعلاج ولا يقدم عليه الا بعد التجربة ومعرفة الأدوية لان الدواء يصير في يد الجاهل كالسم الذعاف، وذلك أنه ان سقي منه فوق القدر أو في غير وقته كان قاتلا، وربما كان السم بحكمة الحكيم وحسن تقديره مثل ماء الحياة، وذلك أنه إذا زقاه (1) قشرته أو خلط معه ما يصلحه كان فيه الشفاء العظيم، وكذلك العود الهندي إذا سحق سحقا جريشا وطلي على البدن طليا رقيقا وصل ما فيه من الرطوبة إلى حرارة البدن فبردها ووجد الحر سبيلا إلى الخروج فيصير حرارة العود مبردة للبدن بتدبير الطبيب الحكيم، وكذلك يصير الدواء الواحد يفعل باختلاف التقدير أفعالا مختلفة كثيرة، فهذا الصندل ان أخطأ فيه الطبيب في تدبيره هاجت منه حرارة شديدة، وذلك إذا سحقه سحقا كالكحل ثم طلاه على بدن رجل كثير الرطوبة طليا ثخينا دخل تلك الاجزاء الدقيقة في منافس الجسد بدقتها وتسد مخارج الحرارة فتهيج حرارة البدن بما دخل عليها من برد الصندل فلا تجد مخرجا