فتلتهب الحرارة في الجوف، وإذا دق الصندل دقا جريشا وطلاه على البدن طليا رقيقا قليلا، برد الجسم وسكن الحر، وان اقدم المتعلم على العلاج قبل معرفة الأدوية والنفاذ فيها اصابه ما أصاب طبيبا جاهلا دعاه الملك وسأله هل له علم بأخلاط دواء زامهران (؟) فقال نعم فامر الملك باخراج أدوية من خزانته وان يأخذ منها أخلاطه فضرب الرجل يده إلى تلك الأدوية ووقع في يده سموم لم يعرفها وخلط دواء سماه زامهران وسقى منه بعض ولد الملك فقتله مكانه فغضب الملك وهدده حتى أقر بقلة عمله فامر بصلبه من ساعته ولذلك قيل إنه لا ينبغي للرجل ان يسكن بلادا ليس فيها أربعة أشياء ملك عادل وماء جاري وطبيب عالم موافق وأدوية موجودة.
وينبغي للطبيب ان يروض نفسه بالمباضع والكي والقلع والخياطة والقطع للجلود ويتدرب في وسط العروق التي على ورق الشجر والورد ويتعلم علاج العيون على عيون الشاة وما أشبهها حتى يستمر يده، ولا غنى للمريض عن أربعة أشياء طبيب عالم رحيم مبارك موافق ميمون الناصية وأن يكون المريض مطيعا للطبيب صبورا على الحمية والعلاج ويكون الخادم محبا له صبورا عليه مطيعا للطبيب وأن يكون الدواء موافقا لمرضه ومن بلاد مباركة قد اجتني في الوقت الذي ينبغي ان يجتنى فيه مثله من الأدوية ولا يكون مما اجتني حين ينبت وهو ضعيف القوة ولا مما اجتنى بعد أن يصير هشيما وينبغي ان يكون قد استكمل في طعمه ورائحته ولونه.
الباب الخامس في كون الانسان وتولد الحيوانات ذكروا ان تولد الحيوانات على أربعة أصناف أرحامي مثل الناس وغيرهم وبيضي مثل الطير والسمك ونبتي وأرضي مثل الذراريح