فردوس الحكمة في الطب - إبن سهل الطبري - الصفحة ٥٧٠
الأسود ولحوم بنات الماء، ومنها معرفة ما يحدث من اجتماع نوعين من الطعام والشراب في البدن من منفعة أو مضرة، فقد يحدث من اجتماع شيئين مختلفين لون من الألوان عجيب أو رائحة أو طعم، وكذلك يحدث من بينهما مضرة ومنفعة، وان يعرف ما يحدث من الطعام عند الصنعة والطبيخ والشواء، ومنها معرفة مقدار ما تحتمل المعدة من الأكل، ومنها معرفة ما يوافق كل بلدة من طعام وشراب وغذاء، وربما يعالج اهل كل بلد بخلاف ما يتعالج به غيرهم، ويكون طعامهم فيه شفاء لأهل بلد وسقم لغيرهم، ومنها معرفة الخلط الغالب على كل انسان وما ينفعه ويضره ومنها معرفة الزمان وما يوافق فيه.
الباب الثالث عشر في الأكل وما ينبغي ان يقدم أو يؤخر منه فإذا أردت الأكل وجب عليك أشياء منها الطعام الوالدين والقرابة والجار والضيف والسائل والغريب والبهائم والطير، ثم الوضوء والتطهير بعد ذلك، والجلوس في موضع نظيف وان تبدء أولا بأكل ما كان رطبا دسما نقيا من الغذاء ثم بما كان من الثمر المالح والخفيف، ولا يأكل طعاما لا يعرفه ولا من طعام من لا يثق به ولا من طعام فيه شئ يتقذر منه ولا من طعام محترق ولا يأكل مشيا ولا جالسا في الشمس ولا في الظلمة ولا تحت شجرة مجهولة ولا على الفراش ولا من طعام الصدقة ولا يأكل من طعام قد اكل قبله ما يضاده ولا يأكل طعامه مستعجلا ولا بطيئا فان مضرة الابطاء انه يكثر الأكل ويطفئ نار المعدة وشهوتها وينضج أول الطعام قبل نضج آخره ومن مضرة الاسراع فيه وكثرة الضحك والحديث والفكرة على الطعام فإنه يذهب بدسومة الغذاء ويورث
(٥٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 565 566 567 568 569 570 571 572 573 574 575 ... » »»