الباب الثاني في قوة أشياء تغلب قوتها قوة النار والثلج وأشياء ينفعل بعضها من بعض، وانا ان شاء الله ذاكر من فعل الأشياء بعضها في بعض ما يعرف القار؟ ما تقدم من ذكر قوى الأدوية وخواص أعضاء الحيوان وان الطب حق وان من جحده وأبطل نعمة الله جاهل مغفل، فما لا يدفعه أحد انه لا شئ أحر من النار ولا أبرد من الثلج وقد نجد أشياء تدفع معرة الثلج وتغير احراق النار فان من استكثر من اكل الثوم والجوز وشرب النبيذ الصرف وطلى بدنه بالزيت أو الزنبق لم يحس بالبرد، وان اخذ من المغرة والشب اليماني والطلق والخل الحاذق والخطمي وسحقها وطلى بها بدنه لم يحرق النار بإذن الله وإن لم يكن فيه الشب عمل هذا العمل ان شاء الله، وان اخذ من زرنيخ احمر ومن الشب وسحق ذلك وعجن بعصارة حي العالم ومرارة الثور وطلى به بدنه ثم قبض علي حديدة محماة لم تحرقه، وفي كتاب طبائع الحيوان ان دابة يقال لها السمندل تدخل النار الملتهبة وتحب الكينونة فيها، وقد رأيت حجرا يكسر ويوجد فيه مثل القطن فيوضع ذلك على النار فلا يعمل فيه النار، وخبرني من أثق به ان في بعض بلدان الترك جرذانا تسلخ جلودها وتلفق وتتخذ منها مناديل فإذا اتسخت كان غسلها بأن تلقى في تنور مسجور فيحترق الوسخ ولا ينشط منها شعرة، وان بخرت البيت بقرن الأيل هربت عنه الحيات وان رششت البيت بما فيه حسك مسحوق أو حششته حول حجر الحية أو وضع الحسك في حجرها هربت وان بخرت البيت بأصول السوس هربت سائر الهوام، وان بخرت بورق الدلب هربت منه الخنافس،
(٥٢٤)