الصفرا وتعظم لذلك أطحلتهم وتفسد معدتهم وأكبادهم و وتصير مناكبهم ووجوههم مهزولة لان أطحلتهم تجذب أغذيتهم كلها فتعظم الأطحلة لذلك وتدق المناكب والوجوه ويصيبهم " الربع " والسل وتقصر أعمارهم، وقال أبقراط ان من زعم أن المياه المالحة تلين البطون فقد أخطأ خطأ بينا لأنها يابسة فهي تيبس البطن، ومياه العيون التي تنبع من ارض حارة ردية، والذين يشربون من ماء العيون و معادن الفضة والحديد والنحاس والكبريت والزفت و الشبوب والنطرون يصيبهم عسر البول وكثرة الاختلاف لغلظة تلك المياه ولان هذه الجواهر انما تتولد في الأرض من شدة البرد فلذلك تذوبها النار، وأجودها ما نبع من معادن الحديد لأنه يأخذ من قوة الحديد، فاما الماء الحار فان من أدمن شربه يبس العصب وهيج الرعاف وان أفرط فيه قتله لأنه يرخي البدن ويفرق الحرارة؟؟؟ الغريزية، ومن أدمن البارد سود بشرته وهيج الكزاز والنافض لأنها تحبس الرطوبة في أبدانهم وتعفنهما وهو ردئ أيضا للأسنان والعصب والعظم والدماغ لان هذه أعضاء باردة والبارد يزيدها بردا، فاما الماء الحار فإنه نافع لهذه كلها ولكل عضو بارد، وإذا صببت الماء البارد نفع من الخراج الذي يضرب إلى الحمرة ومن سيلان الدم والرعاف إذا صب حول الموضع، ويقال ان الماء المالح ينفع من سدد الكبد و الطحال والماء الكبريتي ينفع من القروح العتيقة ومن الجرب والحكة والماء البورقي ينفع من الجرب والماء الذي ينبع من معادن الحديد ينفع من لين البطن واسترخاء الأعضاء لأنه يصلبها ويقويها والماء الذي ينبع من معادن
(٥٠٥)