النهار من الدراج والفروخ ويشرب شرابا رقيقا وان حمض اللبن على معدته خلط اللبن والعسل فيشرب على هذه الصفة أحدا وعشرين يوما، فاما لبن المعز فينفع من به السعال ونفث الدم يؤخذ ويطبخ ويجعل فيه قطعة حديد أو حجارة محماة ثم يشرب على الصفة الأولى، فاما لبن اللقاح أعني النوق فإنها تنفع من الجبن يشرب منه رطلا ساعة فإذا استمرئ ذلك شرب منه أيضا رطلين فمكث ساعة حتى يسهله ويستمرئه ثم يأكل وإن لم يسهله البتة لم يعد في شربه لأنه يتجبن في معدته ويقتله، فان أسهله ونفعه شرب بعد يوم مع حب السكبينج أو السكبينج وحده أو هليلج اصفر فان لم يتجبن اللبن في المعدة و حمض جشاؤه عولج بحقنة ولم يشرب ذلك اليوم ويكون طعامه عند العشاء ما خف منه، ولا يشرب الماء رأسا بل طلاء ممزوجا بشئ من الذريرة وان قدر ان يدع الطعام يوما ويأكل من يومين مرة كان أنفع فإذا استنقى اكل مرج الدجاج ولم يأكل اللحم ثم يأكل خبزا مثرودا في الشراب فإذا فرغ من شرب اللبن كوى البدن بكيات لئلا يعود اليه الجبن ويفعل ذلك بعد عشرة أيام من شرب اللبن وينبغي ان تعلف الناقة الكرفس والرازيانج والشيح، فاما لبن البقر المنزوع الزبد وهو الرائب فإنه ينفع من هزال الجسم إذا كان ذلك من مرض مزمن وينفع من اختلاف البطن فيشرب منه أول يوم مع القاقلج وهو الخبز اليابس المدقوق يأكل منه وزن ثلثين درهما مع اللبن فإذا انتصف النهار اكل جناح دجاجة مشوية ويشرب شرابا رقيقا ويشم الطيب ويشرب كل يوم على هذه الصفة حتى
(٤٩٤)