فردوس الحكمة في الطب - إبن سهل الطبري - الصفحة ٣٠٤
في الكثرة البلغم وصارت حماه ترد في كل يوم مرة وتأخذ ساعات من النهار وتقلع ساعة، وأقل من البلغم الصفرا فصارت حماها ترد يوما ويوما لا، وأقل من الصفرا السودا فصارت حماها ترد يوما ويقلع يومين، فاما علة برد الأصابع فان ذلك ليبس الأصابع وقلة رطوبتها والحرارة تسرع إلى تلك الرطوبة فتجففها سريعا فتبرد لذلك أطراف البدن، واما علة برد ظاهر البدن فلان الحرارة تضعف وتهرب إلى غور البدن، الباب العشرون في الشوصة وذات الجنب وعلاماتهما وعلاجهما، وقد تعرض مع هذه الحميات أمراض حادة واعراض كثيرة رأيت أن يكون القول فيها متصلا بباب الحميات وهي مثل الجدري والحصبة الذين يكونان مع حمى الدم، والشوصة وذات الجنب والغشي والكرب التي تكون مع الغب ويكون معها العرق والقئ وما أشبهه مما قد ذكرت على الولاء والنظام واتبعته القول في البحرانات وتقدمة المعرفة، على اني قد ذكرت في كل باب من أبواب العلل ما فيه من تقدمة المعرفة كفاية، واعلم أن الأمراض الحادة انما تعرض أكثره للشباب وفي الأزمنة الحارة ومن العلل المهيجة للحرارة وبخاصة عند طلوع النجم الذي يقال له الكلب وهو الشعري فإذا التهبت الحرارة ودامت حدث عطش وغم شديد ويبس اللسان والفم وخف الدماغ واختلط العقل وحدث معه خفقان القلب والسهر والقئ والغشي واحمر البول واضطرب النبض وأسرع تتابعه وتغير صورة الوجه فينبغي حينئذ ان يتوقى على المريض ويصير في بيت معتدل في البرد ويفرش له فيه الرياحين الباردة ويخرج الفضول في ابتداء المرض بالقئ أو بالاسهال لا " انه "
(٣٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 299 300 301 302 303 304 305 306 307 308 309 ... » »»