فردوس الحكمة في الطب - إبن سهل الطبري - الصفحة ٣٠٢
والبلغم والسودا وتدوم الحمى في الدور الأول أربعة وخمسين ساعة منها اثنا عشر ساعة للصفراء وهي حمى الغب وإذا تركت هذه وردت من بعدها حمى البلغم فتدوم أيضا ثمانية عشر ساعة فإذا تركت هذه وردت حمى الربع ودامت عليه أيضا أربعة وعشرين ساعة حتى إذا كان الدور الثاني دامت الحمى عليه ثلثين ساعة لان الربع ترد في كل يوم ولها ثمانية عشر ساعة فإذا تركت هذه وردت حمى الغب لان هذا اليوم يكون اليوم الثالث من الدور الأول وهو وقت وردها الثاني فتدوم الغب أيضا اثنا عشر ساعة، فاما الربع فإنها لا تحضره في هذا اليوم وقت ورودها الثاني لأنه لا يكون ما مضى من اليوم الأول من الحمى إلى هذا اليوم ثلاثة أيام وساعات حتى إذا كان الدور الرابع من هذه الحمى دامت الحمى اثنين وأربعين ساعة، منها ثمانية عشر ساعة لحمى البلغم لأنها ترد في كل يوم فإذا تركت هذه وردت الربع لان هذا يوم وردها الثاني فاخذت هي أيضا أربعة وعشرين ساعة، فاما الغب فلا تحضره وقت وردها في هذا اليوم فقس تراكيب جميع الحميات على ما وصفت، فاما الحمى التي ترد في كل خمسة أيام وستة أيام مرة فان علتها من السودا أو من البلغم اللزج البطئ التحلل ويستدل على الخلط الذي منه تهيج الحمى من شدة اخذها أو لينها ومن لون البول، وقد قال أبقراط من كانت به حمى تأخذ وتدع في وقت، واحد معلوم فذلك عسر البرء، ومعنى قوله هذا ان الحمى إذا ثبتت على حال واحد ولزمت وقتا واحدا كان ذلك لغلظ الخلط الذي هيجها ولو كان ذلك الخلط رقيقا ضعيفا لاختلفت أوقاتها، ولذلك قيل إن الحميات التي تختلف أوقاتها تدل على رقة الخلط الذي يهيجها وعلى ان الطبيعة قد قويت على ازالتها ودفعها، و قال الحكيم أيضا ان ظهر بحران القرح والحميات في أيام البحران
(٣٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 297 298 299 300 301 302 303 304 305 306 307 ... » »»