فردوس الحكمة في الطب - إبن سهل الطبري - الصفحة ٣٠٩
أيضا كل حمى يعرق فيها صاحبها ولا يجد خفة فذلك علامة سوء لأنه يدل على أن فضول البدن كثيرة فهي لا تتحلل الا في زمان طويل، وقال أيضا في المرض الحاد إذا بردت الأطراف فإنه علامة سوء لأنه يدل على ضعف الحرارة الغريزية أو على خراج قد خرج في بعض الأعضاء الرئيسة فمالت اليه الحرارة وشغلت عن تسخين الأطراف، وقال أبقراط الذين يغشي عليهم كثيرا من غير سبب معروف فإنهم يموتون موت فجأة، معناه ان ذلك يدل على أن جسدهم شديد التحلل وان حرارته ضعيفة جدا فهي تنطفئ سريعا من أدنى علة، فعلاج الغشي إذا كان من امتلاء ان يفرغ البدن وان كان من الخلاء ان يغتذي بأغذية خفيفة وان كان من فضول المعدة والأمعاء أسهل البطن، وان كان من القئ الكثير سكن القئ بالمصطكي وماء التفاح وضمد المعدة ساعة بعد ساعة بماء الآس والعود والزعفران والمسك والميسوسن والذريرة و شرب رب الرمان الحامض الساذج أو رب التفاح الساذج أو رب الحصرم ورب الآس ورب السفرجل الحامض ورب الريباس و يأكل الحصرم وأطراف أغصان الكرم، وان كان من كثرة العرق رش على وجهه الماء البارد وطلى بدنه بماء ورد وماء الآس و ماء ورق الخلاف وماء التفاح والسفرجل ويبرد البيت بأجاجين ماء بارد ورياحين باردة وغير ذلك مما يجفف الجلدة، وان كان من وجع الرحم دلكت أطراف البدن ووضعت محجمة أسفل من البطن، وان كان من انفجار دم أو قرحة في الجوف فينبغي حبس ذلك الدم ويعالج الورم، وان كان من أمراض النفس فبالأرائح الطيبة وان يقبض على انفه ويحبس النفس سويعة، وان كان من اجتماع الصفرا في المعدة شرب من بنفس يابس وزن ثلاثة دراهم بثلث دراهم من ماء ليسهله أو يشرب من تمر هندي وخيار شنبر
(٣٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 304 305 306 307 308 309 310 311 312 313 314 ... » »»