فردوس الحكمة في الطب - إبن سهل الطبري - الصفحة ٢٩٣
في الاحداث ويكون هيجانها في زمان الربيع وفيمن يعتاد الأشياء الحارة الرطبة، وعلاماتها حمرة الوجه والعين وانتفاخهما و رطوبة الجلد وسخونته وضربان الرأس وثقله وامتلاء النبض و تتابعه، ويصير البول كلون الأرجوان، قال أبقراط الحميات الدائمة إذا اقلعت في اليوم الثالث فهي أرجأ، وان اشتدت في اليوم الثالث دلت على الشر، وقال أيضا من كانت به حمى دائمة ثم اخذته حمى نافض وكان البدن ضعيفا دل على هلاك معناه ان ذلك يدل على أن الحرارة قد ضعفت جدا وان ظاهر البدن قد برد، وقال أيضا ان كان ظاهر البدن في مثل هذه الحميات باردا وداخله يلتهب من الحر فذلك مميت، وقال أيضا من كانت به حمى فصارت على أسنانه رطوبة لزجة دل على طول المرض، معناه انه يدل على أن حرارة الحمى نشفت ما كان رقيقا من رطوبة البدن وحملت على ما غلظ منها ويبسته، الباب الثامن في علاج حمى الدم، ينفع في ابتداء الحمى فصد الباسليق وذلك أن أعانت القوة والبلد والزمان فاما في صعود الحرارة والتهابها فلا فإنه يضرهم جدا، وقال جالينوس اني أتيت بشاب قد اخذته هذه الحمى في الساعة الثانية من الليل فوجدت مجسته قوية ولونه احمر ففصدت عرقه وأخرجت من دمه حتى غشي عليه فقال من حضره قد ذبحت حمى هذا الرجل فضحك من حضرنا من الناس لقوله وأقلعت حماه من ساعته، " أو " (1) يشرب ماء الكشك بماء الرمان المر و سكنجبين معمول بسكر، ويأكل حين يسكن الحمى قليلا مرقة

(1) " و "
(٢٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 288 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 ... » »»