فردوس الحكمة في الطب - إبن سهل الطبري - الصفحة ١٣٢
فان يعاون الطبيب والمريض وخدمه على المرض غلبوه، وان أعان الطبيب أو خادمه المرض على المريض غلبه المرض، وقال إن اشتهى المريض بعض ما يضره بشهوة شديدة لم يمنع منه لان الطبيعة يهضمه لشدة شهوتها له، وان كرهت الطبيعة علاجا نافعا للمريض لم يكره المريض عليه، لان الطبيعة لكراهتها لا تقبله.
الباب التاسع في علاج الأعضاء وتدبير الأمراض الحادة، ان لعلاج الأعضاء خمسة وجوه، أولها رد العضو المتغير إلى مزاجه الطبيعي، والوجه الثاني ان ينقل الداء من فوق إلى أسفل، ومن اليمين إلى الشمال ومن الشمال إلى اليمين ومن الأعضاء الرئيسة إلى الأعضاء الدنية، والوجه الثالث ان يعالج الأعضاء الجيدة الحس بغير ما يعالج به، الأعضاء الضعيفة الحس الدنية، والوجه الرابع ان يعالج ما ظهر من الداء للعين وما كان من أعضاء مجوفة مثل المعدة والعروق بأدوية لينة لان المنفذ إلى مثلها سهل، وما كان من المرض في غور البدن أو في عضو مصمت عولج بأدوية قوية لتقوي على النفوذ إلى عمق " العضو " (1) والوجه الخامس ان يلطف لاخراج الداء من أسهل مخارجه فيخرج من البطن بالاسهال، ومن المعدة بالقئ، ومن الصدر والرية بالسعال، ومن الدماغ بالغرغرة و السعوط، ومن الكبد والطحال والكلية والمثانة باغزار البول، ومن البدن كله ان كان الدم غالبا بالفصد، وان كان البدن ممتليا فبالاسهال واخراج العرق لكنه لا يخرج من الدم الا بقدر قوة المريض وامكان الزمان لأنه ان اخرج الدم من شاب محرور في زمان الصيف زاده ضعفا ونهوكا، قال أبقراط إذا عرض وجع

(1) " البدن "
(١٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 ... » »»