فردوس الحكمة في الطب - إبن سهل الطبري - الصفحة ١٣٦
والابرية في الرأس ان تأخذ مرارة الثور وشيئا من البورق وشيئا من قيموليا (1) ومن العسل ويطلى به الرأس ثم يغسل بماء السلق المعصور، أو يغسل الرأس في كل جمعة بحمص مدقوق مع الخطمي وخل خمر فإنه جيد من الابرية، فاما الخضاب فاني كنت اختضب دهرا فلم أجد خضابا أخف وأسهل مما انا ذاكره الا انه لا يسود من يومه لكنه ينمو من بعد فيشتد سواده، يؤخذ ثلثين عفصة ويدهن بالزيت ثم يلقى على المقل حتى يسود ثم يشدخ بقطعة لبد حتى يتفتت ويدق نعما، ثم يؤخذ من نحاس محرق وزن درهمين، ومن الشب اليماني وزن نصف درهم ومن ملح دراني وزن نصف درهم، ووزن درهم حنا مكي و يعجن بماء فاتر قد طبخ فصار كأنه الرب فيعجن بذلك الماء عجنا رفيقا ويجعل في مغرفة حديد ويغلى غليا جيدا ويساط ويختضب به بعد غسل الرأس وتجفيف الشعر ويعتصب بالسلق أو ورق الكرم و ينام عليه إلى الصباح فإذا أصبح غسل بالطين فإنه جيد ان شا الله، وقد بينا علة الصلع في صدر الكتاب وليس له دواء، قال أبقراط ان النساء والصبيان لا يصيبهم صلع ولا نقرس الا ان ينقطع طمث المرأة لان الخصيان لا ينكحون فلا تقل لذلك رطوبات رؤوسهم، وانما الصلع من يبس أصول الشعر وانقطاع غذائه، وأبدان النساء رطبة فلا يقل غذاء شعورهن، ولذلك يكثر ويطول شعورهن، واما الصبيان فان رطوبتهم تذهب في تربية أبدانهم أكثرها، فلا يصيبهم النقرس، وإذا طمثت المرأة خرج فضول بدنها بالطمث فلا يصيبها النقرس، فاما ما ذهب من الشعر أو تمرط فإنه ينفعه ان يشرط الموضع ويأخذ بصلا فيشدخ ويدلك عليه حتى يخرج الدم

(1) (ان ترتيب أوراق نسخة الموزة البريطانية في هذا المقام ليس بجيد واني رتبته حسب ما وجدته في نسخة برلن)،
(١٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 ... » »»