فردوس الحكمة في الطب - إبن سهل الطبري - الصفحة ١٢٨
دل على قرحة في الكلية، والسادس من مشاركة الأعضاء بعضها بعضا في الوجع كما بينا آنفا، والسابع ان يسأل المريض عن علة الالم كما ذكر جالينوس عن الرجل الذي سقط عن الدابة على كتفه فذهب حس الخنصر والبنصر من يده وجعل الأطباء يعالجونه أعني يده بما لا ينتفع به، انه سأل عن ابتداء العلة فلما عرفها عالج كتفه، لأنه علم أن الالم وصل إلى عصبة من الكتف فصلح ما كان بإصبعه، فالطبيب يستدل بنبض عرق الرجل وبنفسه على قلبه و مزاجه ويستدل ببوله على كبده، وكليته ويستدل بحركته عينيه و صحة عقله على دماغه وبسعاله وبصاقه على ريته، وقال أبقراط يستدل على الأمراض من المرض نفسه مثل ذات الجنب فإنه يدل على نفسها، ويستدل عليها من معرفة عادة المريض وغذائه وصناعته ولونه وبصاقه وبوله وبرازه وما يحدث فيه من خير أو شر بعد أن ينام وبعد ان يعرق، لأنه ان أعقبه النوم خيرا فهو علامة الخير، وان أعقبه النوم شرا فهو علامة الشر، وقال إن من الدلائل على الأورام الباطنة ان من ورم دماغه فلا بد ان يمسك كلامه ويصيبه ارتعاش، ومن ورمت ريته اصابه الخناق، و من ورم فم بطنه اصابه غثيان، ومن ورم طحاله اصابه أهزال البدن، ومن ورم " كليته " (1) اصابه عسر البول، وقال أيضا من كان كثير الخاط رقيق الزرع دل على كثرة رطوبة بدنه ورأسه وكثرة أمراضه " وكان السقم أقرب اليه من الصحة "، ومن كان على خلاف ذلك كان أصح بدنا لان أكثر العفونات والفساد انما يكون من الرطوبات وقد انتظم القول بعون الله وانتهى إلى ذكر العلاجات،

(1) " كليتا "
(١٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 ... » »»