فردوس الحكمة في الطب - إبن سهل الطبري - الصفحة ١٣١
ويميت الشهوة، فإذا أردت تسخين البدن سريعا فعالجه بأدوية حارة يابسة، وإذا أردت أن تسخنه في مهل ورفق فعالجه بأدوية حارة رطبة فان الحرارة إذا كانت مع يبس كان أقوى لها وأسرع التهابا وأسرع انطفاء مثل النار الملتهبة في قصب يابس وإذا كانت الحرارة مع رطوبة كانت أبطأ التهابا وأبطأ انطفأ مثل النار الملتهبة في حطب رطب، وإذا كان الداء من خلط غليظ نيئ مثل حمى الربع أو حمى البلغم فلا يعالج بالاسهال الا بعد نضج المادة لان الاسهال قبل النضج يزيده شرا، ولا يحاول إذابة الخلط الغليظ و تحليله بأدوية مفرطة الحرارة واليبس فان ذلك ربما ييبس ذلك الخلط كالحجر ولا يعالج الاحداث والمحرورين بأدوية حارة مثل الترياقات، فقد ذكر جالينوس انه رأى شابا حدثا يعالج بالترياقات " وما شاكل ذلك " فقتله بحره، وقال أبقراط في الأمراض الحارة لا خير في اسهال البطن الا قليلا وبعد ان يلين البطن قبل الاسهال بماء الشعير، قال المفسر ان الحكيم عني بذلك المرض الحاد الذي يكون من مادة غليظة، وقال أبقراط ينبغي للطبيب ان يستعين علي المريض بنفسه و بخدمه وبالذين من خارج، واما ما يجب على المريض فان ينتهي إلى امر الطبيب ولا يعصيه، واما الخدم فان لا يخالفوا الطبيب ولا يؤذوا المريض ولا يفجرونه ولا يخبرونه بما يغمه أو يفرط في سروره فتضطرب لذلك طباعه، واما من خارج فان يسخن الهواء ان احتاج إلى تسخينه أو يبرد ان احتاج إلى تبريده، وان لا يخبره من يدخل عليه بشئ يغمه أو يغضبه أو يكسر قلبه فيزيده ذلك ضعفا، وان لا؟؟ من نومه بضجة أو صياح يسمعه الا ان يكون مسبوتا فإنه ينبغي حينئذ ان يخبر بكل ما يقلقه أو يغمه ويسهره، وذلك أنه تقع بين المريض والمرض مصارعة ومنازعة،
(١٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 ... » »»